Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تراجع أسعار النفط وتأثيراته

التقلبات التي يشهدها سوق النفط العالمي تلقي بظلالها على كل الأوساط الاقتصادية وبالأخص القطاع المرتبطة بالإنفاق الحكومي ومدى تأثيرات هذه التقلبات والتراجع المحدود على الموازنة السعودية للعام المقبل وكذ

A A
التقلبات التي يشهدها سوق النفط العالمي تلقي بظلالها على كل الأوساط الاقتصادية وبالأخص القطاع المرتبطة بالإنفاق الحكومي ومدى تأثيرات هذه التقلبات والتراجع المحدود على الموازنة السعودية للعام المقبل وكذلك تأثيرات هذا على كل النشاطات التي تعتمد على صناعة النفط.
لن نخوض في أسباب هذه التراجعات والتقلبات التي تشهدها سوق النفط ولو أن البعض عزاها إلى اعتماد الولايات المتحدة الأمريكية على إنتاجها من النفط الصخري وهذا في اعتقادي أنه ليس مؤثرًا رئيسًا كون نوعية النفط الصخري التي تنتجها أمريكا أقرب إلى (الخفيف) وهو الذي كانت تستورده أمريكا من أنغولا والجزائر وليبيا، وأيضًا حسب التقديرات فإن المملكة لا تصدر إلى أمريكا إلا بحدود 1.16 مليون برميل يوميًا في أقصى تقدير وهذا لا يمثل سوى 12% تقريبًا من إجمالي إنتاج السعودية والمقدر بحوالى 9.3 مليون برميل يوميًا وهناك أسواق عديدة وبالأخص في الشرق الآسيوي تعتمد على النفط السعودي في وارداتها.
ما يهمنا هنا هو كيف سيؤثر تراجع أسعار النفط على ميزانيتنا؟ وحسب التوقعات السابقة للاقتصاديين فإن المملكة دائمًا ما تضع تقديرات متحفظة لايراداتها من النفط، وبالتالي فإن التراجع الذي يقدر حاليًا بحوالى 20 دولارًا في البرميل يقع ضمن حدود التقديرات المتحفظة للايرادات، يعني ذلك أن ايرادات الميزانية العامة للدولة عن العام 2014 لا يتوقع أن تتأثر بهذا التراجع والذي حدث في الأشهر الأربعة الأخيرة في عام 2014.
إنما التأثير المتوقع سيكون بشكل واضح على الفائض المتوقع في الايرادات ومنه على المشروعات الاستثنائية وغير المدرجة في الموازنة التقديرية، وأيضًا التوقعات تشير إلى أن الموازنة التقديرية للعام 2015 ستكون أكثر تحفظًا وضبطًا للمصروفات والإنفاق الحكومي بما يتناسب مع المرحلة الحرجة التي تشهدها أسواق النفط، ولا يمكن إغفال أن التأثير قد يكون محدودًا على المواطن بشكل غير مباشر في حال ارتباطه بمصالح ذات علاقة بهذا القطاع أو الإنفاق الحكومي، بينما يتوقع آخرون أن يتسبب هذا التراجع في خفض أسعار بعض السلع وهذا لا يمكن التنبؤ به في حالة مثل التراجع الحالي.
وقد يكون من المناسب هنا التفكير فيما كان يجب أن يستغل في سنوات الفوائض المالية في الميزانيات وهو ضخ استثمارات إنتاجية خارجية تحافظ على العوائد السنوية دون تأثر من تقلبات أسعار النفط أو غيره، والتي وإن كانت موجودة في سوق السندات العالمي يحتاج إلى تنوع مشجع للمزيد من الايرادات.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store