Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

والدة تركي الدخيل

«مزنة» إنسانة أينما تضع قدميها ينبت العسجد، وتغرد الطيور.. ذهنها تسكنه الحكمة والمعرفة، كلماتها كنسمة تربة الزهر والنرجس، بل كانت مزيجًا منهما، مثل شجرة عالية ملقحة بأغصان كثيرة.

A A
«مزنة» إنسانة أينما تضع قدميها ينبت العسجد، وتغرد الطيور.. ذهنها تسكنه الحكمة والمعرفة، كلماتها كنسمة تربة الزهر والنرجس، بل كانت مزيجًا منهما، مثل شجرة عالية ملقحة بأغصان كثيرة.
هكذا يصف والدته تركي الدخيل، تتدفق جمال حلاوة كلماته، تجعل للمكان معنى، وللزمان رحيقًا. جعبة حافلة من الذكريات والانطباعات.. عندما وقف أمام الحفل حمل مزنته معه في المنصة، يتبادل معها طعام الكلام، وهمس الحروف، يستعذب كلامها كفاكهة ﻻ تنضج.
في كلمته أمام الجمهور في حفل تتويجه بجائزة جمعية أمريكا للإعلام -الجائزة المرموقة دوليًّا- «اسمحوا لي أن أتقدّم بهذه الجائزة إلى روح سيدتي، ووالدتي التي توفيت عام 2008، هي مَن علّمتني أن أحترم الإنسانية، وأحترم النساء، وأحترم مهنتي، وأحسب أني بسبب كل هذا موجود أمامكم اليوم». يستخدم أنامله كأنه يسكب الليل في الصباح، ويسقط البرق من الشعاب في وصفها، فتتحد مع نفسه كوجل الرجوع..
يكتب في زاويته عن والدته.. حروفه يرسمها بكلمات من مجمرة الروح، كل من يقرأها يبعث في نفسه شجنًا ﻻ ينتهي لوالدته، يستخدم إبداعه وموهبته في صنع الحروف لتلد مقطوعة الكلمات لوحة إبداعية تسر الناظرين.
رسائله المنبعثة عن أمه مملكة عسل، وكلامه نحل يطوف حول الحروف.. وبأسلوبه الدفّاق الخفّاق الرقراق عن تلك «المزنة» تصبح الحياة لها فصلاً ربيعيًّا مجاورًا، ومطرًا ينعش العشب الأخضر.
يختبر ابتسامته بضحكة مكتومة، يتمتم «أمي مزنة هي نور دربي»..
.. ظلت هذه الكلمات تلازمني طويلاً.. نبّهني ذهني عليها كحبل ينتهي طرفه بالماسة فنقلتها لكم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store