جمعية أصدقاء ذوي الإعاقات "كلنا واحد"

هي دعوة أطلقها اليوم لتأسيس مثل هذه الجمعية مبررة بالأفكار والأهداف والاحتياجات لها، أعلم جيدًا أن هناك العديد من الجمعيات والجهات التي تعنى بشؤون ذوي الاعاقات والاحتياجات الخاصة كما أعلم عن مدى اهتمام قيادة المملكة وبأعلى هرميتها بهذه الفئة من أبناء الوطن وأن الرغبة الأكيدة في التوجه نحو مجتمع سعودي متكامل متعاون يجد فيه الجميع المساحة الكافية للعمل والأمل والطموح وتحقيق الذات، لكن تبقى أن الفكرة الأساسية في تأسيس مثل هذه الجمعية هو من منطلقين أساسيين الأول هو البنية التحتية والثاني التخصصية التوعوية.
هذه الجمعية وبعد اشهارها إن شاء الله ستضاف إلى قائمة أركان البنى التحتية لخدمة وتسهيل أمور ذوي الاحتياجات الخاصة والاعاقات، تمامًا مثل بناء أو طريق أو مكان عام يتم تجهيزه ليصل ذوو الاعاقات ويحققون ما يصبون إليه، لكنها مهمة جدًا لأنها كما نراها اليوم تعدّ اللبنة الأساسية في تأسيس مجتمع يندمج فيه كل أفراده في خدمة الصالح العام.
أما في مجال التخصصية التوعوية فان المقصود فيها التعامل مع المحيط العام لذوي الاعاقات، أعلم أن هناك بعض الجمعيات تعقد بعض الندوات لتوعية الأهالي والأصدقاء عن طبيعة إعاقة أحد أفرادهم، لكن أتمنى من هذه الجمعيات أن تستفيد في هذا المجال من التجارب العالمية وتوطينها وبنفس الوقت الاستفادة من التجارب الموجودة على أرض المملكة، وهناك فكرة أساسية أخرى ان المجتمع الذي لديه وعي وثقافة وقدرة على التعامل مع ذوي الاعاقات فهو يخدم نفسه أولا، في البيت، بين الأشقاء، وفي المدرسة، بين الاصدقاء، وفي العمل، الكل حين يكون لديه خبرة مناسبة تؤهله للتعامل مع ذوي الاعاقات فإنه يخدم نفسه كما يخدم غيره.
علينا أن نكمل الصورة المشرقة لتعامل المملكة مع ملف ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو تعامل وتوجّه ليس له نظير في العالم كله من حيث شدة الاهتمام والامكانيات، ولنقدم مجالات تخصصية أكثر نضجًا وأكثر توعية، لنضرب مثلا في الذين تلحقهم إعاقات جراء الحوادث فهي تؤثر في النسيج العام للمحيط الخاص بهذا المصاب، التهيئة السريعة والمهنية والدقيقة لهذا المحيط تحتاج إلى متخصصين بارعين مؤهلين على القيام بذلك، المجتمع كله مستهدف للعمل في هذه الجمعية دون استثناء، غير أن الفكرة هنا تعنى بجعل المجتمع أكثر تجانسًا وتفاعلا وإيجابية.
الدعوة مفتوحة وكلنا أمل أن نجد الاهتمام والمساندة.