Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

هدوء عالمي

* عدا بعض المنغصات من ساسة أراعن كما في إسرائيل ومناطق قليلة أخرى، وسائقين متهورين في بعض طرقاتنا، فالعالم كله وفي أركانه الجغرافية وفضاءاته المجتمعية يعيش حالة استرخاء عام، تناسى معها اخبار الكوارث والانفجارات والقتل والدمار، ولم يعد يتابع شيئاً من ذلك إطلاقاً.

A A
* عدا بعض المنغصات من ساسة أراعن كما في إسرائيل ومناطق قليلة أخرى، وسائقين متهورين في بعض طرقاتنا، فالعالم كله وفي أركانه الجغرافية وفضاءاته المجتمعية يعيش حالة استرخاء عام، تناسى معها اخبار الكوارث والانفجارات والقتل والدمار، ولم يعد يتابع شيئاً من ذلك إطلاقاً.* فبركان أيسلندا وحممه ودخانه الذي أقفل مئات المطارات، وتسبب في خسائر مالية هائلة لم يعد له ذكر إطلاقاً سوى في الذاكرة التاريخية.. كما أن كوارث فيضانات الصين وارتفاع منسوب مياه نهر بيرل بإقليم جوانج دونج رغم دمارها لكثير من المنازل والمساكن والمنشآت، وتسببها بخسائر ضخمة فلا أحد يفكر فيها إطلاقاً. حتى تفجيرات بغداد وباكستان التي كان كثيرون يُشرِّحونها تحليلاً وألماً لم تعد مهمة.* العالم كله عيونه وآذانه وعقوله تتابع لمسة سحرية من ميسي اللاعب الأرجنتيني، أو كعب أخّاذ من كريستيانو رونالدو البرتغالي، أو تصويبة ساحرة من ايتو اللاعب الكاميروني، أو قفزة مطاطية لخوليو سيزار الحارس البرازيلي، أو تمريرة خلّابة من زافي اللاعب الاسباني المهندس.* والمحطات الفضائية العالمية ووكــــــالات الأنباء لا هم لهم سوى ما حدث داخل أروقة غرفة الملابس بيـــــــن شـــــــوطي مبـــــــاراة فرنســـا والأروجــــــــــواي، والخلاف الذي حدث بين أنيلكا ومدربه دومينيك والذي انتهى بطرد أنيلكا من المنتخب الفرنسي. أو مدى تأثير الجابوليني الكرة الرسمية لنهائيات 2010م وخداعها لحراس المرمى. أو قوة الفوفوزولا الصوتية وتشويشها على اللاعبين والحكام.* لا يسيطر على الذهنية المجتمعية العالمية في أيامنا هذه الساسة ودهاقنتهم، وكهنة الاقتصاد، ومصاصو دماء الشعوب، وصائدو الفرص، ومروجو الأكاذيب وأدعياء الفضيلة، بل كرة قدم جابولينية، وصافرة حكم، وحركة لاعبين، وصراع تنافسي رياضي جميل حتى وإن خرج عن المألوف في بعض اللعبات غير الأخلاقية، الجماهير الرياضية بكل ألوانها الزاهية، ورقصاتها المبهجة، وأفراحها وتقليعاتها تتآخى في مدرجات ملاعب جنوب إفريقيا، وكأنهم منتمون لبلد واحد، وأمة واحدة آخر تفكيرهم السياسة ونِزاعاتها.* إذاً ما الذي أود أن أقوله؟ أقول: العالم بكل سحنه ودياناته وجغرافيته وتاريخه وثقافاته مسالم إن سلم من الساسة وألاعيبهم، وإن ابتعدَ عن محبي الدماء، وخالقي الكوارث والتدمير. فالعالم بدون هؤلاء واحد وهادئ، ولا يحتاج إلى أمم متحدة، أو محكمة عدل دولية، أو صندوق نقد، أو بنك دولي، أو قوات تدخل.* ما يفرق الأمم السياسة ولا شيء غيرها.. وما يسيل الدماء ويشيع الدمار في كل أركان الأرض عطشى الخراب ورهناء السلطة. فالمبادئ والقيم والفضائل ليس لها مكان في ذهنية أي من هؤلاء. فهل ستكون فعاليات عالمية رياضية من نوعية المونديال والاولمبياد أو ثقافية من عينة معرض الفرنكفورت للكتاب وشينجهاي الحضاري وسائل تواصل دائمة في قادم الأيام أم تبقى الساحة لمحبي الدماء والدمار؟.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store