Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مي شيشة بلا لي!!

لم يعد هناك مسلسل يعرض اليوم يخلو من مشهد ممثل أو ممثلة وبيده سيجارة يدخن ينفث في خلايا جسمه سمومًا وينفخ في الأجواء غيومًا ويبث في المجتمع -خاصة لصغار السن من الشابات والشباب- نشر عادة التدخين، بل

A A

لم يعد هناك مسلسل يعرض اليوم يخلو من مشهد ممثل أو ممثلة وبيده سيجارة يدخن ينفث في خلايا جسمه سمومًا وينفخ في الأجواء غيومًا ويبث في المجتمع -خاصة لصغار السن من الشابات والشباب- نشر عادة التدخين، بل في كل لقطة أصبح التدخين سمة غالبة فيها وقد كثرت هذه الأيام بشكل ملفت للنظر فلماذا؟، ولماذا انتشر التدخين أكثر وأكثر في المجتمع خاصة بين صغار السن؟!
قد يقول قائل: إن هناك الشيشة والمعسل الذي أخذ يظهر على سلوك النساء والبنات بشكل كبير، فأنت عندما تنظر إلى امرأة كان مبسمها أحمرًا وجميلاً وذات أسنان بيضاء جذابة ويشم زوجها منها روائح عطرية زكية هي اليوم بعد أن نالت منها عادة المعسل أو تمكنت منها الشيشة غيرت حيويتها ونضارتها، وبلا شك أن زوجها سيشعر أنها تضايقه كثيرًا وتبعث في داخله حب البعد عنها والفرار من رائحتها لأنها أصبحت ذات براطم متدلية سوداء وأسنانها كما لو علبة «مصدية» وفمها مروحة لتجويف جهازها الهضمي ينبعث عنها ما قد استخدمته من فواكه قديمة مليئة بالبكتريًا، وقد كتبت قبل عشرين عامًا مقالا بعنوان: «مي شيشة بلا لي»، ووضحت وقتها تعرضي لرؤية أول حالة لامرأة تشيش في المكان العام وكانت شبه متخفية وداسة لي الشيشة تحت الطربيزة وتشفط من رأس الحجر (الشيشة) ويخرج الدخان من فمها وأنفها بطريقة تلتفت فيها يمينًا وشمالا كما لو هي تقصد تتويه من يراها، واليوم ترك الحبل على الغارب وانتشرت هذه العادة السيئة في المجتمع خاصة النساء أكثر منها عند الرجال وفي وسط الشابات أكثر منها في وسط الشباب، والله لو يعلم من اتخذ التدخين أو الشيشة عادة في حياته أنه يجر خلفه جريمة اغتيال الخلايا الحية ويعطل وظيفة أدائها، ومن المؤكد بيولوجيًا وعلميًا أن من يدخن أو يشيش إنما يمرر إلى داخل جسمه سمومًا تتراكم مع الزمن في الرئتين وأنسجة القلب وتعمل على سرطنة الكلية وتدمر خلايا الدماغ وتفتك بالجهاز الهضمي فبالله عليكم هل الذي يتعمد التدخين ويسهل تسلل مكوناته خاصة النيكوتين إلى جسمه أو الذي يتعمد التشييش ويغرف من زبالة الفواكه ليغذي بها خلاياه ويمنح ثاني أكسيد الكربون عقدًا ليحل محل الأكسجين، هل هذا أو ذاك، هي أو هو مستغنيان عن الحياة وعن خلاياهما وقلبهما ورئتيهما وكليتيهما وكبدهما وعينيهما وشفتيهما؟؟
إن هذا التفشي للتدخين والشيشة يوجب على جهات عديدة أن تتضافر بما في ذلك التعليم والصحة والشؤون الاجتماعية وهيئة السياحة والإعلام والجهات النظامية وبأسلوب إقناعي وعلمي وحضاري وطبي يتفقوا على وضع برامج وأنظمة تحد من هذا التفشي وإنقاذ النفوس والأجسام من هلاكه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store