Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

اليمن وبعده الخليجي

أثبت ديربي كأس الخليج 22 أن اليمن حفيًّا بانتمائه لأرض الجزيرة العربية، سعيداً بلحمته مع أشقائه الخليجيين، وفيًّا لجارته المملكة العربية السعودية، مُحبًّا لأرضها وأهلها ومنتخبها.

A A
أثبت ديربي كأس الخليج 22 أن اليمن حفيًّا بانتمائه لأرض الجزيرة العربية، سعيداً بلحمته مع أشقائه الخليجيين، وفيًّا لجارته المملكة العربية السعودية، مُحبًّا لأرضها وأهلها ومنتخبها. كان ذلك واضحًا في قسمات وجوه كل اليمنيين ممَّن تركوا أعمالهم، وتوجَّهوا لتشجيع منتخبهم الوطني، الذي يستحق الإشادة والتقدير.
على أن ذلك -في قناعتي- لم يكن هو السبب الوحيد الذي حدا بتلك الآلاف لأن تترك رزقها، وتعسكر الساعات لرؤية فريقها وتشجيعه، إذ بتفرس بسيط لتلك الوجوه، وبتأمل لمختلف تعليقاتهم الشفوية والمكتوبة، تدرك أن هناك سبب آخر، لم يقصدوه هم أنفسهم، وإنما تحرك في كوامنهم، وبرز في مختلف تلك التعليقات، وهو الرغبة الجامحة في تأكيد وجودهم الحقيقي ضمن منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، وتذكير أهلهم في الخليج بأن لهم آباء وإخوة وأبناء يرزءون في أقصى جنوب جزيرتهم العربية، يمكن الاعتماد عليهم، بل يمكن الاستفادة منهم ومن مختلف قدراتهم، التي لن يجيدها أحد غيرهم، لاسيما إذا إدلهم الخطب، واسودت السماء -لا سمح الله-.
تلك هي الرسالة التي أراد أولئك البسطاء أن يوصلوها دون وعي، وهي الرسالة التي يجب أن تستوعبها منظومة المجلس الخليجي، ولعمري فإن الوقت قد تأخر كثيرًا لاحتضان أهلنا باليمن، واحتواء طاقاتهم، وتوجيهها بالشكل الذي يجب أن يكون.
لقد عانى اليمن من سوء الإدارات المُسَانَدَة من قِبَل الدول المانحة، وعلى رأسها دول مجلس التعاون الخليجي، التي لم تقصِّر في يومٍ من الأيام في دعم الحكومات اليمنية المتعاقبة، بهدف تطوير البنى التحتية للشعب اليمني، لكن إشكال ما سبق من دعم يكمن في أنه لم يصل لهدفه المنشود بالصورة الكاملة، إذ كانت تتخطفه أيدي المسؤولين اليمنيين الفاسدين، وكان من جراء ذلك أن تفاقمت أزمة الشعب اليمني، ليعيش نصفه ويزيد تحت خط الفقر وفق المقاييس العالمية.
في هكذا حال يمكن أن تتأجج المشاعر السلبية في نفوسهم إزاء جيرانهم، ويكون ذلك مدعاة لاستغلالهم من قبل عديد من القوى المعادية لمنظومة دول المجلس الخليجي. على أن ذلك لم يحدث حتى الآن، وإن كان قد ظهرت بعض الأصوات المأجورة، الرافعة شعارات ذات طابع معادي، لكنها لا تشكل اسمًا ولا حالة ولا ظاهرة في المجتمع بأكمله.
أمام هذا الحال، ألا يتوجب على المجلس أن ينهج سياسة احتوائية أكثر فاعلية مما سبق؟ أليس واجبًا أن ينكشف المجلس على كل القوى السياسية والمجتمعية في اليمن بشكل متوازن؟ ألم يئن الأوان لأن يصبح اليمن بحكومته وبمختلف مكوناته السياسية والاجتماعية والفكرية، جزءًا من منظومة الخليج الاقتصادية والسياسية والأمنية؟!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store