Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

صبرًا جميلاً.. عزيزي عبدالقادر

* في هذه الصحيفة التي تحمل اسم البلدة الطيبة التي خرجت منها رسالة الحب والوئام والسلام، وأضحى القوم مهاجرين وأنصارًا، فقراء، وأغنياء، عربًا وعجمًا، متساويين ومتكافئين وأندادًا، نعم على مدى أكثر من أرب

A A
* في هذه الصحيفة التي تحمل اسم البلدة الطيبة التي خرجت منها رسالة الحب والوئام والسلام، وأضحى القوم مهاجرين وأنصارًا، فقراء، وأغنياء، عربًا وعجمًا، متساويين ومتكافئين وأندادًا، نعم على مدى أكثر من أربعين عامًا من الاتصال بهذه المطبوعة محبًّا ومشاركًا بكتابة الكلمة، عرفت شخصيات توالت وتعاقبت في العمل فيها بصور شتى، وأزعم أن العزيز عبدالقادر رضوان من خير من عرفت سلوكًا إنسانيًا رفيعًا، وكلمة مهذبة وقدرة على الصبر والتحمل، ولعلها شهادة يشاركني فيها معظم كتاب هذه الصحيفة، واليوم يمتحن ويبتلى هذا الإنسان في حبيبه ومهجة قلبه وقرة عينه حيث اختاره الله لجواره الكريم.. وأنعم به من جوار وكان طوال المدة التي قضاها (عوض) بين مشرط الجراح، وكمامات الأوكسجين وتعاقُبِ الأطباء والمختصين، كان والداه يتحليان بصبر قذفه الله في قلبيهما المرهفين وما ذاك إلا لإيمان صادق توطَّن نفسيهما، وفي كل مرةٍ كنت أرفع فيها سماعة الهاتف لأسأل الأب عن فلذه كبده، أكاد أحس بالكلمات ممزوجة بالغصة والألم فيقول مسترجعًا أطلب الدعاء منكم له، وهل نملك في هذه الدنيا - يا أبا عوض - غير الدعاء والالتجاء، للحي الباقي ومرددين مع عباده الموقنين بوجوده والمقرِّين بوحدانيته، (يا حي قبل كل حي، يا حي بعد كل حي، يا حي لا يشبهه حي، يا حي ليس كمثله حي، يا حي لا يشاركه حي، يا حي يميت كل حي، يا حي يرزق كل حي، يا حي لا يموت أبدًا، يا حي يا قيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم).
* عزيزي عبدالقادر أن لك ولأم عوض وإخوته قدوة ومثالًا في مصابكم من سيرة سيد الخلق -عليه صلاة الله وسلامه- عندما فقد عمه ونصيره أبا طالب، وزوجته وأم أبنائه، وأنيسته عندما هجره بنو قومه السيدة خديجة، فلقد فقدهما -معًا- ووجد في الله والأنس به والتضرع إليه ملجأً وملاذًا، وبعد هجرته إلى المدينة -ابتلاه الله- ليمتحن صبره وهو النبي والرسول الخاتم - ففقد ابنه إبراهيم، فأودع جسده الطاهر ثرى بقيع الغرقد، وقال ما رواه الثقات وأيّدته الأسفار، وردد مسمع الكون صداه على مر الحقب وتتابع السنين والأيام، (إن العين لتدمع، والقلب ليحزن، وإنّا على فراقك يا إبراهيم لمحزنون)، فاللهم أنزل على عبدك الذي ابتليته الصبر والسكينة، وتقبل النفس البريئة (عوض) في دار مثوبتك وغفرانك، وارحمنا إذا صرنا من أصحاب القبور، ووفقنا لعمل صالح يبقى ثناؤه على مر الدهور.. (إنا لله وإنا إليه راجعون).
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store