Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مباراة!

كل شيء حدث في تلك الليلة التي شهدت المباراة النهائية في البطولة الوطنية، والتي جمعت الفريقين الأكثر شعبية في المدينة.

A A
كل شيء حدث في تلك الليلة التي شهدت المباراة النهائية في البطولة الوطنية، والتي جمعت الفريقين الأكثر شعبية في المدينة. لم يكن أحد يتوقع أن "اللعبة" ستتحوّل إلى حرب حقيقية، يموت فيها العشرات، ويُصاب فيها المئات!
هنالك مَن يقول إن الأمر بدأ مع صافرة الحكم.
وقلة من الناس ترى أنه بدأ منذ أول مانشيت في صحيفة رياضية، وبعدها بدأ الطوفان:
- البرامج التلفزيونية، والتي تُجيد صناعة الضجّة، ولا يهمها مَن يفوز.. المهم أن تفوز هي بنصيبها من كعكة الإعلانات الضخمة.
- رجال المال والأعمال الذين يبحثون عن الأضواء.
- رجل الدين المستعد لتكفير الحكم في حال هزيمة فريقه المفضل!
- أنصاف الموهوبين من الكُتّاب والمدوّنين و"المتوترين" المتوترين الذين يبحثون عن أي ضجّة إعلامية لترسيخ أسمائهم.
- المشجع المتعصب.. الذي يرى أن "الفريق": طائفته، وحزبه، وقبيلته الوحيدة.
والجمهور -في الغالب- أتى ليرقص.. الملعب ساحته الوحيدة ومرقصه الوحيد.
الجمهور أتى ليصرخ.. منبره الوحيد: المُدرّج!
أتى ليشعر أن له وجودًا، وكيانًا، وشعارًا، وصوتًا.
الفريق المنافس: خصمه التقليدي، وعلاجه! من خلاله يُنفّس عن ألف غضب.. يشتم.. يصرخ في وجهه.. يوزّع عليه اللعنات!!
الجمهور يرى التجمّع، ويسمع الضجة -أيّ "ضجة"- ولا يدري كيف بدأت؟ ومَن الذي قام بصناعتها؟ ولأيّ سبب؟! ولكنه يكتشف -دون أن يشعر- أنه في قلبها!
وُجدت "اللعبة" ليتم من خلالها السيطرة على نزعات الجماهير الشريرة، ويتم توجيهها، وضبطها!
في ذلك المساء تجاوزت اللعبة قوانينها.. وتجاوز الجمهور الخط الأحمر.
الجمهور إذا شعر بالفراغ: خطر!
وإذا تجاوز الخطوط الحمراء (المرئية وغير المرئية) خطر أيضًا.. كل جمهور يحتاج إلى من يقوده، ويردعه إذا لزم الأمر.. وإلاَّ سيتحوّل: إلى كائنات متوحشة وقاتلة.. إلى حريق يعرف الجميع شرارته الأولى، ولا يعرف أحد آخر الرماد. وهذا ما حدث في ذلك المساء:
أطلق الحكم صافرته...
......................
......................
وجدوا جثة الحكم، ولم يجدوا "الصافرة" حتى الآن!
twitter | @alrotayyan
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store