Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

المشروعات المتعثرة الطائف نموذجًا

هناك ثمةَ أمرٍ مُزعج باتَ ومن أعوامٍ طويلةٍ مضت وانقضت، يمُثلُ ظاهرةً عامة في مدنٍ ومحافظاتٍ ومؤسساتٍ عديدةٍ.. ألا وهي ظاهرةُ المشروعات المُتعثرة!

A A
هناك ثمةَ أمرٍ مُزعج باتَ ومن أعوامٍ طويلةٍ مضت وانقضت، يمُثلُ ظاهرةً عامة في مدنٍ ومحافظاتٍ ومؤسساتٍ عديدةٍ.. ألا وهي ظاهرةُ المشروعات المُتعثرة! ولأني تعوَّدتُ في المنهج العلمي البحثي من توصيف الأشياء والمصطلحات وصفًا جامعًا مانعًا! فإني اجتهدُ في تعريف المشروع المُتعثر! فأقولُ: هو ذاك العمل الذي يبدأ بالمطبّات والتحويلات، ثم يتوقَّف فجأةً وتبقى معه المطبات!!
وما أكثر هذه المشروعات اليوم! التي تبدأ بكل نشاطٍ وحيويةٍ من البلدية، أو الأمانة، أو أي جهةٍ أخرى، تبدأُ بتصاريحَ رنّانة، ووعودٍ طنّانة! وأن هذا المشروع حيوي ويخدم الوطن والمواطن، وسينتهي في موعدٍ أقصاه كذا وكذا! ثم يبدأ العمل وما يصاحبه -طبعًا ولابد- من حفرياتٍ وتحويلاتٍ ومطباتٍ، التي تبدو وكأنها هي المشروع الأساس! ثم لا نلبث قليلاً حتى يختفي المسؤول، وت وب التصريحات والوعود، ويختفي المُقاول والعمّال والمُعدات!! ولكن يبقى شيءٌ واحدٌ لا يزال شامخًا! تبقى المطبّات والتحويلات والحفريات! التي نملكُ من الخبرةِ فيها ما لا يملكهُ غيرنا! ولو علمَ أهل موسوعة (غنيس) عنّا لكان لنا معهم شأنٌ، وأي شأن؟!
ولا أدري ما هو السبب الحقيقي؟ أم أنها مجموعة أسباب؟ هل السبب في المسؤول من أمناء الأمانات ورؤساء البلديات الذين لا يجتهدون في دراسة المشروعات وجدواها، واختيار المقاولين، ومن ثمّ المتابعة الجادة؟ أم السبب في مقاولين لا يتقون الله في أعمالهم وعُمّالهم، ويفرطون ولا يتذكرون قول النبي الكريم: (إن اللهَ يُحبُ إذا عمِلَ أحدُكم عملاً أن يُتقنه)، وأن البركة في المال تأتي من الإيفاء بالعهود، وإتقان العمل، وأن المسؤول إن فرّط فلم يُتابع ويُراقب، فإن اللهَ أعظم رقيب وخيرُ حسيب!!
لا شك أن المسؤولية مشتركة، فهناك خللٌ، وسوءُ تقديرٍ وتخطيط إداري واضحين، وتلاعب من المُنفذين والمُقاولين!
ومن أمثلة ذلك: مشروعات هنا في محافظة الطائف، لم يذق منها المواطن إلاّ الإزعاج والإرباك الطويل والمُمل! وهو -أي المواطن- آخر منْ يعلم عن أي شيء من هذه المشروعات، متى تنتهي؟ ولماذا تعثرت؟ وما هو الحل؟
هناك جسرٌ غريبٌ عجيبٌ جاثمٌ على صدورنا قبل شوارعنا في امتداد شارع الجيش لا تظهر عليه أي علامات الإنجاز، ولا يعمل به إلاّ عامل أو عاملان!! ولا تدري كيف تم تخطيطه، ومتى سينتهي!! جسرٌ آخر شهير في حي الملك فهد قيل إنه انتهى -بعد تعب وإزعاج- ولكن لا يزال مُظلمًا متعثرًا منذ أكثر من عام!! ولا يدري أحد بالطبع لماذا.
الموقع التاريخي الجميل في برحة القزاز، ليته سلم من مشروعاتهم! بحجة ترميمه وإعادة تأهيلهِ، بدأوا ثم توقفوا كالعادة منذ أعوام! ولم يستفد منهم أحد إلاّ الإزعاج وكثرة الحفريات والتحويلات، وتشويه المكان بدلاً من تجميله!!
إلى متى هذا العبث في راحة المواطن وخدمة الوطن؟ منْ المُحاسب؟ نحن لا نتكلم عن مشروعات عالمية، أو تقنية، أو غير نمطية، نتكلم عن (جسور، ورصف، و... إلخ)، الإمكانات متوفرة، والدعم من الدولة لا يُجادل في توفره أحد، ومع ذلك نعيشُ هذا المستوى من الأداء الضعيف؛ الذي لا يرضي اللهَ، ولا ولاة الأمر، ولا المواطن، الذي بات يخشى من المشروعات بدلاً أن يفرحَ بها!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store