Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«الجهادي جون.. وبواعث النزعة القتالية في الشارع البريطاني»!!

* تعددت الروايات والتفسيرات على خلفية انضمام أفراد غربيين لما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية أو ما عرف اختصاراً في الإعلام الغربي بـ(Isil)، وتطرقت الصحف البريطانية –خاصة- إلى أعداد الملتحقين بهذه الحركة

A A
* تعددت الروايات والتفسيرات على خلفية انضمام أفراد غربيين لما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية أو ما عرف اختصاراً في الإعلام الغربي بـ(Isil)، وتطرقت الصحف البريطانية –خاصة- إلى أعداد الملتحقين بهذه الحركة الدينية الإرهابية والتي تنتسب زوراً إلى الدين الإسلامي، فهناك كما تذكر صحيفة الديلي تلغراف ما يقرب من 500 خمسمائة شخص ارتحلوا إلى العراق وسوريا ليكونوا ضمن المجندين في صفوف هذه الحركة. وأشارت الصحيفة كذلك إلى الشخصية البريطانية العنيفة والمنزوعة الرحمة التي تحمل اسم "الجهادي جون John" والذي هدد في شريط فيديو مصور بنقل المعركة إلى الشارع البريطاني واصفاً رئيس الوزراء البريطاني "كميرون" بأنه دمية في يد باراك أوباما. أنظر الديلي تلغراف، November 19-25,2014.
* تُرى ما الذي يجعل إرهابياً غربياً مثل "جون" هذا يتولى قطع الرؤوس أو جزها في مشهد مقزز وكريه، وكان آخر الضحايا الناشط الأمريكي في أعمال الإغاثة Peter-Kassig، والبالغ من العمر (26) عاماً.
وفي نفس الوقت الذي يتلذذ فيه –جون هذا- بقطع رأس الضحية كان يلقي بيانه أو خطابه المهدد لكل من لا ينضوي تحت راية الخلافة الموعود، وأي خلافة هذه؟! وإذا كان البعض ذهب إلى أن مجموعات الشباب الغربيين الذين انضموا إلى هذه الحركة الجهادية البعيدة كل البعد عن سياق تفكيرهم، أن وراء ذلك الانسياق أو الانضمام هو معارضتهم لسياسات بلادهم، وهو عامل لا يفسر هذه الظاهرة الغريبة، وأجدني متفقاً إلى حد كبير مع رأي الكاتب والمفكر المعروف مصطفى الفقي الذي أشار في مقال له بصحيفة الحياة "الثلاثاء، 2 ديسمبر، 2014م" بأنه –أي الفقي- كان يتحدث قبل أيام مع سفير إحدى الدول الأوروبية الكبرى في القاهرة، والذي ذكر له أن لبلاده –وحدها- (600) ستمائة شاب وفتاة من مواطنيها يحاربون في تنظيم داعش ويحملون جنسية بلدهم الأوروبي، وعندما سأله عما إذا كان مواطنوه الذين يشاركون في أعمال القتل والذبح والرجم قد تحولوا إلى الإسلام أم أنهم على ديانتهم الأصلية؟ فأجابه السفير إياه قائلاً: ربما تظاهروا بدخول الإسلام الذي يكفي له النطق بالشهادتين، بينما هم عناصر رافضة للحياة، ومتعطشة للدماء مهما كانت جنسياتهم أو دياناتهم، وأتذكر أنه في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات الميلادية برزت في صفوف حزب العمال البريطاني حركة متطرفة تحمل اسم Militant Tendency، أي النزعة القتالية.
* ولقد أشار المفكر البريطاني المعروف دينيس هييلي Healey إلى أن هذه الحركة القتالية – كما اختار المنظرون لها هذه التسمية، بأنها كحركة سياسية انشقت عن التروتسكيتية Troskite الماركسية، وأن أتباعها يعتقدون بأنه لا يمكن تحقيق ما يسمى بالعدالة الاجتماعية إلا عن طريق "ثورة تتسم بالعنف"، ولهذا جوبهت بالرفض الشديد من داخل صفوف الحركة العمالية –يميناً ويساراً- وأتذكر في هذا السياق خطاب المنظر العمالي والمثقف الإنجليزي المعروف: مايكل فووت Foot، في اجتماع الحزب السنوي لعام 1983م مردداً مقولته المشهورة "سوف أقاتلهم – أقاتلهم ما دامت أنفاس الحياة تتحرك في كياني"، وكان يقصد بذلك أتباع هذه الحركة الجهادية الغربية المتطرفة.
* وإذا كان المسلمون البريطانيون يرفضون رفضاً قاطعاً مثل هذه السلوكيات البربرية التي تحمل اسم الإسلام زوراً وبهتاناً، فلا يمكن غض النظر عن الحركات المتطرفة يميناً ويساراً في الغرب ودورها في تغذية التطرف والعنف، كما أن بعض الشخصيات المحسوبة على الإسلام في العواصم الغربية والتي تحمل أفكاراً متطرفة ساهمت إلى حد بعيد في تشويه صورة الإسلام والابتعاد به عن منهج الوسطية والاعتدال.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store