Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مجلس التعاون الخليجي.. رؤية مستقبلية

أتى اجتماع قادة مجلس التعاون الخليجي في الدوحة ليؤكد لجميع المراقبين أن المجلس لا يزال يحتفظ بلحمته التي راهن على ترهّلها بعض المحللين السياسيين، جراء اندلاع الأزمة بين بعض عواصم الخليج والدوحة، بسبب

A A
أتى اجتماع قادة مجلس التعاون الخليجي في الدوحة ليؤكد لجميع المراقبين أن المجلس لا يزال يحتفظ بلحمته التي راهن على ترهّلها بعض المحللين السياسيين، جراء اندلاع الأزمة بين بعض عواصم الخليج والدوحة، بسبب الاختلاف السياسي في وجهات النظر حول بعض القضايا الراهنة.
كما أتى انعقاد هذه القمة في وقت لم يعد للأمة العربية أي كيان متماسك يجمعهم، لاسيما مع ضمور الجامعة العربية، وتلاشي دورها على الصعيد العربي والإقليمي والعالمي، وبالتالي فيُمثِّل المجلس بحالته الراهنة قوة عربية متماسكة، تشارك بفعالية في حل ومعالجة عدد من بؤر الأزمات السياسية في المنطقة، كما هو الحال في اليمن ومنطقة الهلال الخصيب، علاوة على وضوح دورها في دعم الاستقرار بمصر، ومساندة دول المغرب العربي بوجه عام.
أمام هذا الحمل الثقيل، وانطلاقا من المسؤولية الأخلاقية والسياسية المترتبة على دول مجلس التعاون الخليجي، يبرز تساؤلا مستحق الإجابة، وهو: ما الدور المناط بالمجلس على الصعيد العربي والإقليمي مستقبلا؟
في تصوري أن الإجابة على ذلك تستلزم إدراك النخب السياسية والفكرية محورية الدور المناط بالمجلس على الصعيد الإقليمي والعربي، ليتسنى العمل وفق رؤية منهجية وطنية عروبية، تهدف إلى تمتين الوحدة العربية من جانب، وملء كل الفراغات الناتجة عن حالة التيه والتشرذم التي باتت تعيشها عديد من الأقطار العربية من جانب آخر. وهو ما أشرت إليه بروح متفائلة خلال أعمال مؤتمر "دول مجلس التعاون الخليجي: السياسة والاقتصاد في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية"، الذي نظّمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة قبيل انعقاد مؤتمر القمة الخليجي.
إن أكثر ما يحتاجه المجلس اليوم ليتمكَّن من مواجهة مختلف الأخطار المحدقة بدوله وكياناته الاجتماعية من قبل دولة العدو الإسرائيلي وبعض دول الغرب، هو أن يعيد ترتيب نفسه برؤية مستقبلية، تتسق مع معطيات وتحديات القرن الحادي والعشرين، الذي يُراد لنا فيه كأمة عربية أن يزداد تيهنا، لنغرق في كم كبير من التفاصيل الشائكة، التي من شأنها توسيع دوائر الفجوة بين مختلف دول المجلس أسوة بحال كثير من الأقطار العربية.
كما أن ضمان قوة المجلس لن تتحقق بمنأى عن بقية دول المشرق العربي ابتداء باليمن وانتهاء بدول الهلال الخصيب، التي تشهد تمددا إيرانيا واسعا. الأمر الذي يستلزم النظر بجد وجدية لكيفية ملء الفراغ في تلك الدول، وآلية احتوائها بصورة ناجحة. ويقيني أن ذلك لن يتأتى إلا بالانطلاق من رؤية سياسية واسعة لكثير من قضايا دول المشرق العربي، وانفتاح متوازن على كل المكونات السياسية والاجتماعية والفكرية والمذهبية بها. فهل يكون ذلك ملمحا رئيسيا لخارطة المجلس المستقبلية في الإطار الزمني المنظور؟!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store