Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

من (سيخسر) المليون؟!

(١)
أتخيّل نفسي أجلس مقابل مذيع البرنامج الشهير «من سيربح المليون» وقد تجاوزت كل الأسئلة ووصلنا إلى السؤال الأخير/ سؤال المليون ريال:

A A

(١)
أتخيّل نفسي أجلس مقابل مذيع البرنامج الشهير «من سيربح المليون» وقد تجاوزت كل الأسئلة ووصلنا إلى السؤال الأخير/ سؤال المليون ريال:
يخفت الضوء في الاستوديو.. يرتفع صوت الموسيقى التصويرية المرعبة..
- تنسحب، أو نكمل؟
- نكمل.
ويأتي السؤال: اذكر اسم وزير التخطيط؟.. وتظهر على الشاشة أربعة أسماء - أكاد أقسم - أنني لا أعرفها جميعها، أحدها اسم وزير التخطيط.. والأسماء الثلاثة أيضاً أسماء وزراء: النقل.. المياه والكهرباء.. ووزارة رابعة لا أعرف اسمها ولا اسم وزيرها.
يا لخبث هذا البرنامج ومذيعه ومعدّيه.. في فئة الأسئلة السهلة - سؤال المائة ريال - طرحوا عليّ هذا السؤال: ما اسم وزير التجارة؟ أجبت، وأنا مغمّض: الدكتور توفيق بن فوزان بن محمد الربيعة، وهو.... وكدت أن أسرد تاريخ حياته لو لم يقاطعني المذيع: نريد اسمه فقط.. لا سيرته الذاتية!.. الإجابة صحيحة.
الموسيقى التصويرية تستمر بإيقاعها المزعج المقلق.
صوت المذيع يقطع حبل أفكاري المشوّشة والمرتبكة ويعيدني إليه: لديك خيارات مساعدة.
قلت: سأستخدم خيار حذف إجابتين.
يتم حذف اسمين ويبقى اسمان أحدهما هو الإجابة الصحيحة. أبحلق عينيّ.. أنظر للأسماء أمامي على الشاشة.. أحاول أن أُركِّز أكثر.. أصرخ بصمت: يا رباااااااه - على طريقة فارس عوض عند ضياع هدف.. أو حلم - أنظر للاسمين أمامي وأسأل نفسي: معقولة ما مرّوا عليّ في أي حدث تحفظه ذاكرتي؟.. يا إلهي.. سيضيع المليون ريال وتضيع معه أحلامي بسبب وزراء لا أحفظ أسماءهم!!
يقطع حبل أفكاري غير المتين صوت المذيع:
- لديك خيار مساعدة أخير «الاتصال بصديق».. نتصل على فارس عوض؟!
يخرب بيت المذيع، كان يسمع صوت فارس في رأسي وهو يصرخ لضياع الهجمة.. وضياع المليون!
قلت: نتصل على صديقي عبدالرحمن هليّل المطيري في مكة.
- شو بيشتغل صاحبك؟
- محامٍ.. بس ممكن يلبّسك قضيّة!
يبدأ الاتصال، ويأتي صوت المنقذ أبو هليّل: وزير التخطيط؟.. وزير التخطيط؟!... اممممم وزير التخطيط؟!!... أظن يا أبو رطيّان - والعالم الله - أن السؤال فيه خدعة!.. وأن المذيع... طوط.. طووووط.. ينقطع الاتصال، وينقطع الأمل، ويضيع المليون.
(٢)
لو قامت إحدى مؤسسات استطلاعات الرأي بعمل استفتاء عن الوزير الأكثر شعبية في السعودية - وربما في الخليج - أكاد أجزم أن وزير التجارة السعودي الدكتور توفيق الربيعة سيكون من أكبر المنافسين للحصول على اللقب.
لا يمضي يوم إلا وتجد عند مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي السعوديين - وخاصة في تويتر - «حفلة» لهذا الرجل.
هناك الكثير من الحب والتقدير والإشادة بما يفعله.
هناك الكثير من الدعوات الصادقة له والخوف عليه.
الرجل - حسب ما نراه ونسمعه - يستحق كل هذا الحب.
ما السبب؟
خذوا هذه الإجابة المفرحة / المحزنة في آن: لأنه يقوم بعمله!
(٣)
هل المجتمع يمتدح توفيق الربيعة؟
هل إنجازاته جعلته محبوباً بين المواطنين؟
فالناس تحتفي دائماً بمن يعمل وينجز وينحاز إليها.
يصفقون له.. ويدافعون عنه.
نعم.. مديح من يعمل هو - تلقائياً – عدم رضا لمن لا يعمل ولمن لا صوت له.
نعم.. هو مديح لتوفيق الربيعة لأنه يستحقه.. وأنا - والغالبية العظمى من الناس.. باستثناء التجّار - نتمنى أن نجد في كل زاوية من زوايا هذا الوطن: مسؤولًا بمواصفات «توفيق الربيعة».
لا نحلم بـ«سوبرمان».. كل ما نحلم به: مسؤول يعمل بنزاهة وصدق.
(٤)
شكراً سيدي خادم الحرمين لأنك اخترت هذا الرجل لهذا المكان.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store