الشهيد أبوعين والانتخابات الإسرائيلية

قد يتمكن الشهيد زياد أبوعين من أن يحقق باستشهاده ما لم يتمكن من تحقيقه في المظاهرة التي خرج فيها محتجاً على السياسات الإسرائيلية الاستيطانية التوسعية، وهو إسقاط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة وإيقاف المد الاستيطاني الصهيوني في الأرض الفلسطينية المحتلة.
فقبل خروج الشهيد أبي عين في مظاهرته كان نتنياهو قد ضاق ذرعاً بمماحاكات بعض شركائه في الحكم وخاصة وزيرة العدل تسيبني ليفي التي اعترضت على مشروع القانون الذي أعده نتنياهو والذي يرسخ يهودية الدولة الإسرائيلية، في انتهاك واضح لكل معايير الديمقراطية والمساواة التي تتشدق بها إسرائيل، فبادر نتنياهو إلى الدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة في مارس المقبل وهو يحسب أن الناخب الإسرائيلي سوف يكافئه على مجازر غزة ويمنحه يداً مطلقة في التعامل مع الاستحقاقات الداخلية والخارجية.
صحيفة ها ارتز الإسرائيلية نشرت قبل أيام مقالا بعنوان "خمسة عشر سببًا يمكن أن تؤدي إلى خسارة نتنياهو للانتخابات المقبلة" وفيه وضعت الصحيفة تصورها لعدد من السيناريوهات التي يمكن أن يتشكل بموجبها تحالف قوى من أحزاب اليسار والوسط يمكن أن يكسب الانتخابات خاصة وأن استفتاء للشعبية أجرته الصحيفة قد أظهر أن شعبية نتنياهو قد انهارت من 77% عقب حرب غزة الثالثة حتى بلغت 38% في الوقت الحاضر ولخصت الصحيفة استنتاجاتها بالقول "ان الإسرائيليين يمكن أن يختاروا التراجع من حافة الهاوية ومن العزلة الدولية ومن الصدام مع عرب إسرائيل والشقاق مع اليهود الأمريكان ومن عملية السلام المشلولة ومن سيطرة اليهود المتعصبين ومن حكومة متمسكة ببناء المستوطنات خارج حدودها بدلا من بناء المنازل لمواطنيها داخل قراهم ومدنهم ومن مرشح يعدهم بأن الأمور لن تزداد سوءًا إلى مرشح يعدهم بأنها ستتحول نحو الأفضل".
هذه هي قراءة الصحيفة الإسرائيلية وأضيف لها: إن استشهاد أبي عين والإدانة الدولية واسعة النطاق التي وجهت إلى إسرائيل بسببه والتوجه الأوروبي نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، كل ذلك قد يساعد على زيادة إحساس الناخبين بأن وقت التغيير قد أزف وان سياسات نتنياهو لن تؤدي بإسرائيل إلا إلى مزيد من العزلة، وعلى العرب أن يكونوا مستعدين للتعامل مع حكومة جديدة قد تتمكن من التوصل إلى التسوية التاريخية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.