أبطال البارالمبية.. وإنجاز جديد للوطن

يوم بعد يوم وبطولة بعد بطولة يثبت لنا شباب الوطن من ذوي الإعاقات والاحتياجات الخاصة أنهم أهل الأمانة وعلى قدر المسؤولية الوطنية التي حملوها على عاتقهم لتمثيل وطنهم الأغلى، فبعد فوزهم على التوالي ببطولة العالم كان الموعد الجديد لهم يضربون فيه أروع الأمثلة على أن من جد وجد ومن سار على الدرب وصل، موعدهم كان في القاهرة في دورة الألعاب الإقليمية الثامنة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2014 حيث حققوا والحمد لله 24 ميدالية ذهبية، وست فضيات، وخمس برونزيات، هذه الحصيلة المتميزة تثبت أن التخطيط السليم الذي قامت به اللجنة البارالمبية ممثلة برئيسها المهندس ناصر المطوع بالروح الوطنية حققت المراد والأهداف وكانت النتائج كما أرادتها قيادة الوطن بما ينتظرونه من شباب الوطن، لكنها النزعة السعودية في التميز والريادة والإبداع هي التي تجعلنا دائمًا نسأل نفس السؤال بعد كل إنجاز وهو: «ماذا بعد؟».
الشكر لهؤلاء الأبطال من ذوي الإعاقات واجب علينا يستحقونه والثناء على من ساندهم ووقف معهم دعمًا ومؤازرة وتحفيزًا أمر مستحب لأن العجلة ما زالت تدور والإنجازات ما زالت تنتظر من يقطفها بجده واجتهاده، وأجزم أنه بعد هذه السلسلة من النجاحات والانتصارات التي تحققت في العام 2014 فإن العديد من الدول الأخرى ستستعد جيدًا للعام المقبل والذي يليه لأنه كما لدينا تحد وإصرار ورغبة في الفوز فإن الآخرين أيضًا لديهم نفس التوجه، ولن يتركوا لنا الساحة بكل سهولة بل سيرفعون من درجات استعداداتهم وجاهزيتهم لكي يتواجدوا ويحققوا كما حققنا نحن، لهذا فإن السؤال الآن هو كيف سنكون في العام المقبل 2015 وهل سنستمر على نفس الوتيرة أم ماذا؟.
هذا السؤال أضعه أمام المهندس ناصر المطوع وهو الذي شهدنا له جميعًا بأنه الرجل المناسب في المكان المناسب وأنه صاحب الكفاءة والقدرة والأهم الرغبة في العمل لصالح الوطن وأبناء الوطن، المقبل دائمًا أفضل لكن ليس شرطًا أن يكون أسهل، الأمانة في عنقك الآن كبيرة لأنه كلنا نعلم أن الوصول إلى القمة صعب لكن المحافظة عليها أصعب، خططت وأشرفت وبادرت ونفذت ونجحت يا ناصر لكن ما ننتظره منك هو المزيد من العطاء والمزيد من النجاح والمزيد من خفقان راية التوحيد الخضراء في كافة المحافل العالمية والدولية والإقليمية.
هي رسالة أيضًا أرسلها إلى المسؤولين عن هذا القطاع الهام من أبناء الوطن وأعني به ذوي الاحتياجات الخاصة من أصحاب الإعاقات، العملية تسير وفق منهاج سليم والنتائج تؤكد على أن الإعداد والإشراف مناسب للمرحلة الحالية والمستقبلية، رسالتنا هي أن تضيفوا مزيدًا من الدعم ومزيدًا من التيسير وأن نبتعد قليلا عن سياسة التغيير لأجل التغيير، رسالتي هذه أرفعها إلى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب لأن ما يقوم به شباب الوطن ذوي الاحتياجات الخاصة وما تنجزه اللجنة البارالمبية يستحق أن يقدم أنموذجًا يحتذى به للجان والاتحادات الأخرى.