وزارة الاقتصاد والتخطيط "خلف خطوط العدو"

هو مصطلح يستخدمه العسكر حين يريدون أن يبينوا أن جنودهم وصلوا إلى خلف خطوط العدو وينفذون مهام تمهيدية لتقدم القوات الرئيسية، ليسوا جنودًا مجهولين بل هم مضحون مقدمون بشجاعة وبسالة، تمامًا ينطبق هذا المصطلح بالمعنى المجازي على وزارة الاقتصاد والتخطيط من حيث طبيعة مهامها والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها والنتائج المترتبة على مسيرتها، هي وزارة الاقتصاد الذي يعتبر أحد مجالات القوة في المملكة والعلامات المميزة لها بين عديد من اقتصاديات دول متقدمة، وهي وزارة التخطيط والذي بكل اختصار نقول لا عمل سليم ناجح بدون تخطيط مسبق ناجح.
بدءًا من جمع المعلومات وتحليلها وصولًا إلى تقدير قيمة ما يحتاج الاقتصاد والوطن من نقدية لتنفيذ المشروعات جميعها، مع تحديد أولوية هذه المشروعات، لعل وزارة المالية تأخذ السمعة الأكبر مع رفيقتها وزارة الصناعة والتجارة ولكنهما يعتبران مع بعض الخصوصية لكل منهما جهتان تنفيذيتان، وأن اعتبرنا أن مجلس الوزراء هو صاحب القرار فإن الاقتصاد والتخطيط هو المغذي والمرشد بالمعلومات التي يبنى عليها القرار خاصة وأنها المسؤولة عن التقرير الاقتصادي للمملكة والمسؤولة عن إعداد وتنفيذ الخطط التنموية بالتعاون مع الجهات الأخرى ذات الاختصاص لكنها تبقى وزارة المستقبل الذي يبنى على المضي والمتجمعان كلاهما في الحاضر.
الأمر هو أن مثل هذه الوزارة وللأسف لا تحظى بقوى دافعة سواء إعلامية أو حتى معنوية كما تحظى بها وزارة العمل أو الصناعة والتجارة، لأن المجتمع يذهب دائمًا خلف النتائج المترتبة على القرارات ولكنه لا ينتبه كثيرًا إلى من قدم الأرضية السليمة التي بنيت عليها هذه القرارات من معلومات وإحصائيات، وزارة الاقتصاد والتخطيط متقدمة بالعمل وتسبق الجميع لهذا اطلقت عليها المصطلح المجازي خلف خطوط العدو.
مزيدًا من الإعلام والتغطية لطبيعة أعمال الوزارة رغم أني أعلم أن معالي محمد الجاسر من مدرسة أعمل بصمت ودع أعمالك تتحدث عنك، لكن هذا ليس نصًا سماويًا لا يمكن تجاوزه بل هو منهاج أخلاقي متبع في المملكة منذ تأسيسها غير أن الزمن الحالي له خواصه وظروفه وأحكامه وأهمها أنه يجب أن تجعل الآخرين يعلمون ماذا تقدم وماذا تنجز؟ ليس مباهاة وإن كان مستحقًا فلا بأس بل هو تنوير وتثقيف وشفافية للوصول إلى مرحلة المجتمع المعرفي، كما أن حجم الأبحاث والمعلومات المتوفرة بين يدي وزارة الاقتصاد والتخطيط مخزون قيم ثمين وإن كان متوفرًا لمن يريد الاستفادة منه لكن علينا أولًا أن نبلغ الجميع أين هو وما هو.