Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ومن لها غيرك أبا متعب

(فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين)....

A A
(فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين)....
هذا منطق العقلاء المؤمنين الذين يعلمون أن الأمانة التي يحملونها ليست إلا عملًا واجتهادًا في مرضاة الله عز وجل، مهما تعقدت الظروف وتطورت الأمور فإن الأصل في الإنسان فطرته التي خلقها الله عليه من محبة وسلام، وما الخير إلا في اتباع كلام المولى عز وجل والتقيد بمنهجية الشريعة السمحة، هذا هو المحرك وراء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- هذا هو المحفز والدافع الرئيسي الذي يجعله -أطال الله في عمره- ينظر للعالم كله نظرة الواثق، بعد أن طوى صفحة الخلاف في الرأي مع الشقيقة الحبيبة قطر وعلاقتها بدول الخليج، ها هو اليوم يقف على أعتاب مرحلة جديدة في حياة الأمة العربية والإسلامية بأن يوسع دائرة الوفاق والاتفاق لتشمل قطر والشقيقة الكبرى مصر.
مبادرة خادم الحرمين الشريفين في إصلاح البين بين الدوحة والقاهرة لها من الأبعاد السياسية والاجتماعية حاضرًا ومستقبلا الكثير الكثير، التخطيط والاستشراف هما ما يمكن استخدامها للوصف في مثل هذه الحالة، ترتيب البيت الخليجي أولا ومن ثم الانطلاق إلى البيت العربي ومن بعده وأجزم بذلك البيت الإسلامي، وكل ذلك ضمن البوتقة الإنسانية جمعاء، ما فات قد مات وليس لنا منه إلا العبر والدروس، وما هو أبقى لنا وأكثر حيوية هو القادم في المستقبل، لا يمكن توصيف الفترة الماضية منذ بدء ما يسمى بالربيع العربي إلا باختلاط الأوراق وتقاطع وجهات النظر، لكنها وكما يقال عكرة الماء ولا بد للماء أن يصفى، وهذا تمامًا ما حصل بين مصر وقطر فكلاهما دولتان لهما مكانتهما والمملكة في قادم الأيام تعول عليهما لمزيد من منعة العرب وتركيزهم على قضايا محورية أكثر أهمية.
ما يشار إليه أيضًا ولا بد من الوقوف عليه أمر مهم جدًا، بالمتابعة لما حصل بين مصر بالنظام الجديد ودولة قطر والمرحلة التي وصل إليها الخلاف كان بعضهم يراهن على إنها طريق لا عودة منها، في حين أن الغالبية كانت تعلم جيدًا أن المملكة وبقيادة أبي متعب قادرة على إنهاء هذا الخلاف وإعادة المياه إلى مجاريها، وكان بمقدور المملكة منذ البداية أن توقف ما حصل ولكن السياسة الحكيمة هي التي تعلم جيدًا أن الأمور لا بد وأن تسير في مسارها السليم وأنه لا يجدي نفعًا أن تغطى الخلافات ببعض بروتوكلات سياسية لا تجدي ولا تنفع، لذلك كان موقف المملكة أولا بتنظيم الأمور كلها وتهيئة الأرضية المناسبة لإصلاح ذات البين إصلاحًا حقيقيًا مبنيًا على أسس سليمة وقوية وليس مجرد شعارات أو مجاملات.
الخطوة القادمة في برنامج المملكة المنبثق من رؤية أبي متعب هو توسعة دائرة الوفاق وتحصين الصف العربي للوقوف أمام ما نحن مقبلون عليه من مرحلة مفصلية في قضايانا الجوهرية، منذ الآن أجزم أن الأشقاء في مصر وقطر بعد مبادرة خادم الحرمين التي تلقوها بكل رحابة ومحبة وأمل يحذوهم بالخير للجميع وهم يعلمون أن السعودية قد هيأت لهم الأسباب، أقول: أجزم أن العلاقة بين الدولتين ستكون قوية وتنطلق نحو آفاق تطويرية جديدة فيها خير للجميع، ويبقى أن أبا متعب ما زال في جعبته الكثير وأن القادم في محياه ورؤيته فيه الخير الكثير لمن يحب الخير لغيره قبل نفسه، فهنيئًا لنا بك أبا متعب والحمد لله رب العالمين.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store