الرياضة للجميع : لا تتعجلوا التحريم

في جدة، وقبل أكثر من أسبوعين تم افتتاح أول نادٍ رياضي نسائي بموافقة رسمية. وذكرت عكاظ (28 مايو) أنه بالإضافة إلى تشجيعه السيدات السعوديات على ممارسة الرياضة المناسبة لهن، يستعين بالدخل المادي الوارد منه في دعم أنشطة الجمعية الخيرية. وذكرت الحياة (2 يونيو) تصريحاً لسمو الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز تشيد فيه بأهمية تنمية القدرات البدنية للفتاة، فهو مطلب صحي ونفسي واجتماعي تدعمه البحوث الطبية والنفسية والاجتماعية. وقالت أيضاً إن شغل وقت الفراغ لدى الفتيات بممارسة الرياضة يساعد على تصريف طاقاتهن في قنوات نافعة وصحية، كما أن الرياضة تغرز في الفتاة صفات إيجابية عديدة كحب التعاون والثقة بالنفس وروح المنافسة الشريفة وقبول الآخر والانضباط. ملخص السطور السابقة أن تشجيع الفتاة على ممارسة الرياضة في بيئة آمنة نظيفة توجه سيتنامى ويكثر مؤيدوه. وفي المقابل يسارع البعض إلى تحريم أي ممارسة رياضية للفتاة ويعتبرها من خطوات الشيطان. وهو رأي مقدر، لكنه لا يجد قبولاً واسعاً لأن صاحبه يفترض فرضيات أو يقرر حقائق لا تجد لها إسقاطاً في ميدان الواقع. أولا: ما هي البدائل المتاحة للفتاة التي أنهت دراستها الجامعية ولم تجد زوجاً أو عملا؟ هل هناك مؤسسات للمجتمع المدني تستغرق طاقات قرابة نصف مليون عاطلة حتى يستفدن من أوقاتهن المتاحة، ويستفيد منها المجتمع؟ والحال كذلك ينطبق على فتاة الثانوية التي لم تتمكن مواصلة دراستها الجامعية!!ثانياً: لماذا نفترض دوماً سوء النية والسلوك في فتياتنا، واعتبار أن ممارسة الرياضة سبيل لممارسة الفاحشة، أو مقاربتها! وهل الامتناع عن ممارسة الرياضة يعني بالضرورة عصمة الفتاة من أي زلل آخر؟ثالثاً: لو كان الأمر بيد أولئك الذين عارضوا تعليم البنات ابتداء لحبست الفتاة منذ مولدها حتى مماتها بين جدران أربعة إذا لم تجد زوجاً صالحاً، فإذا وجدته غيرت الجدران القديمة إلى جدران جديدة.ما هكذا تُهدر الفتاوى حتى لا يصبح لها شأن، وإنما لا بد من التروي والأناة ومشاورة ذوي التخصصات المعنية مثل الأطباء وعلماء الاجتماع وخبراء الأمن والجريمة وغيرهم!!Salem_sahab@hotmail.com