Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تجاوب المسؤول .. لماذا نفرح به ؟

هذه المساحات التي يُعطاها كاتبٌ ما أمانة ومسؤولية ، ولابد لأي كاتبٍ وهو يكتب وينشرُ ما يقرأه الناس أن يُراعي هذا الجانب ، وأن يستحضرَ عِظم أثر الكلمة ومكانتها، وكلّما كان الكاتبُ أكثر عِلماً ووعياً وا

A A
هذه المساحات التي يُعطاها كاتبٌ ما أمانة ومسؤولية ، ولابد لأي كاتبٍ وهو يكتب وينشرُ ما يقرأه الناس أن يُراعي هذا الجانب ، وأن يستحضرَ عِظم أثر الكلمة ومكانتها، وكلّما كان الكاتبُ أكثر عِلماً ووعياً واحتراماً لذاته كلّما كان أكثر فائدةً ومصداقيةً وأثراً بتوفيقِ الله !
هذا من جهة ومن جهةٍ أخرى لابد للمسؤول ـ مهما كانت درجته الوظيفية ومكانته الاجتماعية ـ إذا ما كان مقالُ الكاتب موجهاً صوب عمله أو أدائه أو إدارته وجهازه، لابد أن يَقْدِرَ هذا النقدَ حقّ قدْرِه ويُنزُلهُ منزلتَه اللائقةِ به! فهذا النقدُ إن كان غير صحيحٍ و مختلق فإنه لايضرهُ ، وإن كان صحيحاً كلُه أو بعضه فلماذا لايستفيد منه ويستمع إليه، ويتجاوب معه ويراجع هذه الملاحظات؟
أم أنه يفترض في نفسه الكمال والعصمة وهو لا يشعر؟!
ومع كثرة ما نكتبُ من مقالات تكون موجهةً أحياناً لبعض الإدارات أو الوزارات ونحن لاننتقد الأشخاص إنما حديثُنا موجهٌ للأعمالِ فقط !أقول : تتفاوت الإدارات والمسؤولين كذلك من جهة التجاوب والتفاعل والتأثر بالنقد من عدمه! وفي ظني أن المسؤول إذا كان مهتماً حريصاً على عملِهِ ومُنجز إداراته مراعياً للأمانةِ المُلقاةِ على عاتقه؛فإنه سيكون أكثر تجاوباً وأسرعُ تفاعلاً وتأثراً ، أما من وصل لمرحلةٍ من التبلد والرغبة في الأداء الوظيفي النمطي أو يرى من نفسه شيئاً من الكمال وأنه فوق النقد فهذا لن تسمع له همساً ولا رمساً ولاتتُعب نفسك معه!
ويسر الكاتب ـ ولاشك ـ تجاوب المسؤول وتفاعله لأنه يُشعره أن مايكتبه له أثر لتحقيق المصلحة العامة المنشودة من الطرفين (الكاتب والمسؤول) ولأنه يشعر أن هناك من يتجاوب ويتأثّر ويرغب في الأصلح! وكثيراً ما أقول لمنْ يتصل بي أو يناقشني من المسؤولين أو أجهزتهم الإعلامية: واللهِ إني لأكون أكثر سعادةً عندما يتبين خطأُ ماقلتُ وصوابُ ما تقولون! لأن في صوابكم تحقيق المصلحة !
ولقد سرني ـ بعد مقالي قبل الأخير عن المشاريع المتعثرة ـ تجاوب سعادة الأخ أمين محافظة الطائف السريع بعد المقال ، وشرحُه لي شرحاً مفصّلاً عن حقيقة وتفاصيل كثير من الأمور مبُيناً بكل أريحية أسباب التأخير أحياناً وليس التعثّر (ولا مُشاحة في الاصطلاح )شارحاً ذلك الكم الهائل من المشاريع الكبيرة التي تُنفذ الآن في المحافظة وبعضها يحتاج فقط لوقت والآخر ينتظر الدعم ، وهي مشاريع ـ كما رأيتُ بنفسي ـ لو انتهت على خير فإنها ستُحقق للمحافظة نُقلةً نوعيةً كبيرة جداً!
ولم يكتف هو ولم أكتفِ أنا كذلك ! حتى قمتُ بزيارةٍ ميدانية مع مهندسين فاضلين من الأمانة على عددٍ من المشاريع التي يظهرُ للمواطن أنها متعثرة أو متأخرة ؛وقد تفاجأتُ في الحقيقة بكم العمل القائم ،لاسيما ذلك المشروع الكبير طريق الملك عبدالله محور شمال جنوب والذي سيكون له أثره البالغ والجميل في الحركة المرورية في المحافظة بمسافة 11كم وعرض60م ! وذلك المنتزه الكبير والرائع والفريد في تصميمه وفكرته وإنجازه منتزه الردف الذي سيكون (حال افتتاحه وهو بعد مايقارب 4 أشهر كما قيل لي) سيكون متنفساً فريداً غير مسبوق للأهالي والزائرين ، كذلك مشاريع السيول التي نُفذت بشكل كبير ومُتقن .
إن من حق الآخرين علينا كما كتبنا في نقدهم ؛ أن نُعطي مساحةً أخرى لوجهة نظرهم ولما سمعناه أو رأيناه على أرض الواقع ،وهذا من (العدل) الذي أمرنا اللهُ به في كتابه !
وهو شيء مفرح وسار لأن في تحقيق هذه الوعود وصدق ما يقولون وما ننقله عنهم؛ في ذلك كلّه : خيرٌ وتحقيقٌ للمصلحة العليا التي تتلخص في خدمة وطن ومواطن!
ما نرجوه فقط من كل إدارةٍ ووزارة ؛هو : الإخلاص والتفاني والإنجاز والصدق واستشعار حاجة المواطن للخدمة المُتقنة والسريعة كذلك ، وفي الوطن رجال هم أهل لكل خير وتحمّل للمسؤولية .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store