Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ثورة لتصحيح المفاهيم الدينية

في حديثه أمام علماء ومشايخ الأزهر الشريف، عبّر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بكل وضوح عن حاجة الأمة إلى أن يقوم علماؤها بثورة دينية لتحرير المجتمع من مختلف الأفكار الشيطانية، التي سيطرت على ثنايا تو

A A
في حديثه أمام علماء ومشايخ الأزهر الشريف، عبّر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بكل وضوح عن حاجة الأمة إلى أن يقوم علماؤها بثورة دينية لتحرير المجتمع من مختلف الأفكار الشيطانية، التي سيطرت على ثنايا توجهات عديد من أفراده، وحولت جانبًا من المسلمين إلى مجرد عبوّات ناسفة ليس لهم مِن هَمٍّ إلا التفكير في كيفية التخلُّص من الآخر.
جاءت كلمة الرئيس السيسي لتتوافق مع دعوات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، المتكررة للعلماء والمشايخ إلى أن ينفضوا عن كاهلهم الكسل، وأن يعملوا جهدهم لتوضيح القِيَم النبوية وإعلانها للناس، تلك القِيَم التي تعمل على هداية الناس وليس قتلهم، وتحرص على الحفاظ على حياتهم وليس إلقاءهم في التهلكة، وتنطلق من خاصية استيعاب الآخر وتقبّله والتودّد إليه، وليس إعلان العداوة والبغض والكراهية له، وصدق الله القائل في محكم كتابه: (ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك).
هذه هي ملامح القِيَم النبوية، التي نحتاج إلى ثورة لتأكيدها ضمن إطارات مجتمعاتنا، ولن يتأتَّى ذلك إلا إذا تم تنقية المجتمع العلمائي من أولئك المتطرفين الذين ما فتئوا يُحرِّضون بآرائهم على تعميق الكُره للآخر، وتبرير فعل أولئك القتلة، أنه بسبب انتشار ما يتصورونه ـ ظلمًا وجهلًاـ انحراف ديني.
بهكذا خطاب متطرّف تمر حادثة مقتل قائد حرس الحدود الشمالية العميد عودة البلوي ومرافقه الجندي طارق حلواني، غدرًا على أيدي عدد من الدواعش البغاة، مرور الكرام، بل وتمر مأساة تفجير أحدهم لحشد من المدنيين باليمن دون أدنى اعتبار، وكأن أولئك لم يمرقوا من دينهم، ولم ينسلخوا من إنسانيتهم، ولم يبيعوا أنفسهم لشياطينهم بثمن بخس.
والسؤال: بأي حجة يسوغ أولئك قتل مخالفيهم بتلك الحالة من الوحشية؟ وأي دين هذا الذي يقر بهذا الأمر؟ بل وأي إنسان ذلك الذي يجيز ارتكاب تلك الفظائع باسم الله الرحمن الرحيم، وباسم رسوله الهادي إلى سواء السبيل، المنزّل رحمةً للعالمين صلى الله عليه وآله وسلم؟
بقي أن أشير إلى جملة عميقة كتبها المثقف الأستاذ محمد الحاقان تعليقًا على هوية المحرّضين وسماتهم، حيث قال: يعتقد البعض أن المقصود بالمحرضين هم من يدعون صراحة للإرهاب، وهذا غير صحيح على الإطلاق، لكون أولئك إرهابيين حركيين مطلوب القبض عليهم.. المحرضون هم من يُحاربون الابتعاث، وتطوير التعليم، وعمل المرأة، وتصحيح تجاوزات بعض منسوبي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أولئك هم المحرضون الذين يجب الحد من وجودهم الفكري.
وأقول تأكيدا لصديقنا: إنهم أصحاب المنهج الخفي الذي يُحذِّر منهم دائمًا الأمير خالد الفيصل. فهل من معتبر؟!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store