Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

كلنا أحمد

وقعت فرنسا رأس حربة الغرب في براثن الإرهاب وسيزداد وقوعها.. وقعت ولم تفكر بانزلاقها قبل أن تفكر بإرضاء الآخرين.
أولم تتعلم من التاريخ أنه لا ينفع عند السقوط شفاعة ولا شراكة..

A A
وقعت فرنسا رأس حربة الغرب في براثن الإرهاب وسيزداد وقوعها.. وقعت ولم تفكر بانزلاقها قبل أن تفكر بإرضاء الآخرين.
أولم تتعلم من التاريخ أنه لا ينفع عند السقوط شفاعة ولا شراكة..
فماذا فعلت أمريكا من قبلها حين ألّفت سيناريو الإرهاب.
ثم قامت تحاربه فوقعت بقبضته حتى اليوم
ألم تزدد ديونها ترليونات من الدولارات؟
فرنسا الرصينة تطلب من أمريكا اليوم وصفتها السحرية للمقاومة.. تستورد منها المسكِّنات.. وتتجاهل العلاج!
***
الكل يستغرب من كيفية جر فرنسا إلى هذه الرمال المتحركة
وهي رائدة ثورات الفكر والديمقراطية الكبرى.. ولكن الأكثرية لا تعرف أنها حين ناضلت في الماضي من أجل الحرية
لم تكن ثورات الصناعة وسطوة المال قد ظهرت بعد
إذن فلتفهموا أيها العرب المهاجرون.. أن الغرب لن يخاطر بمستقبله الاقتصادي اليوم أمام شهوته بجمع الثروات
حتى ولو بحفنة حرية يلقيها عليكم
وستبقى الديمقراطية الغربية ترن بآذانكم كرنة الذهب
كالمتسول قديماً حين كان يُسمعِهُ اللئيم صوت الدينار ولكن لا يُملّكهُ إياه
***
مازال الغرب يعامل التطرف.. كلعبتهم الإسبانية مع الثور الهائج
يقيّدونه ويستفزّونه ثم يطلقونه
وحين يهاجم غريمه ويلقيه على أرض الحلبة
يسارع بقية المصارعين لمحاولة تشتيت انتباه الثور
ومن ثم يطعنونه بلا رحمة بالسكاكين والسيوف
إنه الغرب.. الذي لا يمل من تغيير الحقائق والمسميات
يُسمّون المجازر ألعاباً.. ويسمّون الألعاب مجازر!
***
مسيرة الوحدة الوطنية الباريسية
تلك الخطى الهائجة والمناصرة للحرية كما يزعم نتنياهو
سارت كسفينة نوح إلا أنها استبدلت حمامة السلام بالغراب
الغراب الذي قبل أن يُعلّم هابيل وقابيل مراسيم الدفن
قد علمهم أساليب القتل!
***
إن إصرار «شارلي ابدو» على إصداراتها العابثة والمحرقة
لن نعتبره نحن المسلمين تحدياً سافراً.. بل سنعتبره تحدياً سماوياً أكبر منا جميعاً.. لأن المقصود رسولنا الحبيب وقد قال فيه ربنا وربكم وجلّ من قال: (فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير).. التحريم آية 4
***
كلنا أحمد
أحمد الذي هاجر من أرضه بعد أن ضاق الاستعمار به وبأجداده من قبله.. أحمد الذي قتله إخوته بعد أن فرقتهم عدالة الأرض
أحمد الذي قُتل وهو يحرس ولم تنصفه الأمانة
أحمد الذي سالت دماؤه لتنسخ على الأرصفة سابقين ولاحقين آلافاً منه
أحمد ارقد بسلام..
فإن كان الغرب كلهم شارلي.. فالشرق كله أحمد!
أما السلام والديمقراطية المنشودة فلن تنالها البشرية
إلا هناك على الأرض الموعودة يا أحمد
حيث لا اقتصاد ولا نفط ولا ذهب ولا عنصرية.. والأهم ولا صهاينة!
***
«من صحاح البتول»
أيها الغربيون تمتلكون كل الأدلة لتتهمونا بصوت العدالة
إلا أننا نملك كل الأعذار لنقول بكل بساطة: «إن ما ترغبون به لا نريده نحن»!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store