Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

القدرات والكفايات !!

التعليم من أسمى المهن التي يقوم عليها رقي المجتمعات، وهذا لا يحتاج لجدل، فجميعنا يؤمن بأهمية دور المعلمين والمعلمات في بناء العقول وتنمية الثقافة والفكر، إذ هم المثل الذي يقتدي به أبناؤنا منذ نعومة

A A

التعليم من أسمى المهن التي يقوم عليها رقي المجتمعات، وهذا لا يحتاج لجدل، فجميعنا يؤمن بأهمية دور المعلمين والمعلمات في بناء العقول وتنمية الثقافة والفكر، إذ هم المثل الذي يقتدي به أبناؤنا منذ نعومة أظفارهم، فإذا أصاب المعلم بتوصيل الرسالة فقد حققنا هدفًا أساسيًا، ألا وهو الخروج بجيل صالح زرعت بداخله بذرة القيم والمبادئ الإسلامية والاجتماعية، بجانب دور الأسرة.
كانت تطلعات ورؤية الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رعاه الله- بتطوير التعليم وكوادره أمر في غاية الأهمية، فقد أمر -يحفظه الله- بالابتعاث خارج المملكة لتطوير قدرات أبناء الوطن والارتقاء بها لتنتفع بهم البلاد. ثم رؤيته لمشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام، وهذا ما عكفت عليه وزارة التربية والتعليم، فمن أهداف المشروع كما ذكر: «بناء بلد يضاهي الدول المتقدمة... وتقديم مواطن سعودي منتج يسهم في تقدم الحضارة البشرية من خلال إطلاق مشروعات وبرامج تنموية كبيرة في أهدافها وحجمها، تهيئ المملكة لتكون موطن حضارة ورفاهية ونمو وازدهار».
إضافة إلى ما يقوم به صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم من جهودٍ واضحة -مثل برنامج «حماية» الوطني- بالتعاون مع المديرية العامة للمخدرات، وما أصدره مؤخرًا من قرار بمنح 165 صلاحية لمديري التربية والتعليم، لإعطاء العمل مرونة في اتخاذ القرار.. كلها مجهودات مقدَّرة لتطوير التعليم، فأول هدف في مشروع التطوير: هو التطوير المهني المستمر للعاملين في التعليم، خاصة المعلمين والمعلمات، لاتصالهم المباشر وتأثيرهم على أبنائنا.
سؤالي هنا: كيف يمكن لهذه الصلاحيات الجديدة الممنوحة لمديري التعليم إيجاد وسيلة، بحيث إن اختبار القدرات والكفايات الخاص بالمعلمين والمعلمات تخدم عملية تأهيلهم ليكونوا من أهم موظفي الدولة، وهم يستحقون ذلك؟.. فمثل هذه الاختبارات قد وأدت أحلام كثير من خريجي وخريجات الوطن، حتى أصبح لدينا كمّ كبير من العاطلين في جميع التخصصات. أو يتم تعيينهم في منطقة بعيدة، ليصبح الذهاب للمدرسة رحلة محفوفة بالمخاطر، والدليل حوادث المعلمات التي نسمع ونقرأ عنها بين فترةٍ وجيزة وأختها.
إننا نعيش اليوم في زمن ذهب فيه توقير المعلم واحترامه وإجلاله وتقديره. فكيف لنا أن نعيد هيبة المعلم والمعلمة؟ يجب الأخذ بأيديهم لأنهم أصحاب مهنة نبيلة، وهم الذين يضيئون لأبنائنا طريق العلم والمعرفة.
من وجهة نظري:
يجب إعادة النظر في تعاملاتنا مع معلمينا ومعلماتنا وزرع احترامهم في نفوس أبنائنا. وأتمنى أن تخصّهم وزارة التربية والتعليم بامتيازات خاصة. كما أتمنى أن تكون الوزارة مركز توجيه وإرشاد يخدم جميع الوزارات الأخرى عن طريق تقديم خدمات التوجيه والإرشاد المهني لجميع المتقدمين لاختبار القدرات من الخرجين والخريجات، بحيث تتعرف الوزارة على ميولهم المهنية، وتُقدِّم لهم مجموعة من الخيارات الوظيفية التي تحتاجها الدولة، في حال لم يتسنَ لهم الانضمام لمهنة التعليم. فهذا يُحسِّن من الوضع النفسي والاجتماعي، ويفتح نافذة أمل أمام شبابنا.
samar@samar-lawfirm.com
@SamarAlhaysooni

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store