Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عقل لك خير

قال الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ
تَعَلَّم فَلَيسَ المَرءُ يولَدُ عالِماً, وَلَيسَ أَخو عِلمٍ كَمَن هُوَ جاهِلُ

A A
قال الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ
تَعَلَّم فَلَيسَ المَرءُ يولَدُ عالِماً, وَلَيسَ أَخو عِلمٍ كَمَن هُوَ جاهِلُ
وَإِنَّ كَبيرَ القَومِ لا عِلمَ عِندَهُ, صَغيرٌ إِذا اِلتَفَّت عَلَيهِ الجَحافِلُ.
وَإِنَّ صَغيرَ القَومِ إِن كانَ عالِماً, كَبيرٌ إِذا رُدَّت إِلَيهِ المَحافِلُ
الفرق كبير , وقد يصبح فوارق .. وشتَّان بين جاهل وعاقل , وأقصد بالجاهل الذي يجادلك بغير علم . أما الشق الأول من الجاهلين الذين يجادلون بدون علم , فإنني أضعهم مع المخفقين ؛ لأنهم منغمسون في النوم العميق , والراحة المبتذلة , وفي اعتقادي أن الجاهل إذا أراد أن يكون متنوراً فسوف يجد النور في كل حدب وصوب , وإذا ركن إلى الكسل فإن الفوارق سوف تكون كبيرة بين من يعلم ومَن لا يعلم .
أما العقلاء فسوف تجدهم ناجحين دوماً , وتجدهم يبحثون بجدهم واجتهادهم لإيجاد الحلول لكل موضوعاتهم ومشكلاتهم . أما المخفقون المتعمقون في سباتهم فتجدهم يبحثون عن الأعذار .. وأي أعذار عندهم وما أسهلها .
إذا صادفت الناجحين فإنهم النجدة لأفكارك , وهم على أتم الاستعداد لأي موضوع تطرحه معهم أن يناقشوه معك , وإذا سألتهم تجد الجواب لديهم : دعني أقم بأي عمل أوكلته إلي , أريد أن أعمل بصمت و أن أحقق النتائج , وسوف أترك لك التمييز فيما ننتجه لأنه هو الذي سوف يتحدث عن أعمالنا , ومن هنا تتكون شخصياتنا المفيدة . أما المخفقون فكل شئ لديهم غريب وعجيب ! .. كل الأمور لديهم صعبة , وقد يحيرونك ويضلونك ؛ فيقولون لك في بعض الأوقات : يمكننا أن نقوم بهذا العمل !
لماذا يبدون استعدادهم ؟ لأن هذا العمل بعينه قد وافق هواهم , وعندهم الاستعداد لهذا العمل للتنصل من المسئولية الحقيقية ! هذا ما يرونه .. ألست معي في أن طباعهم غريبة ؟! تراهم يتعطشون لسرد الكلمات واستحسان المجالس المرفهة ؛ لأنهم في الأصل دأبوا على ما دأبوا عليه . أما الناجحون فتجدهم هم الذين يعرضون لك الحلول الممكنة لكل مشكلة , وإذا تباحثت معهم لن تجد مشكلة عندهم , ومهما تكالبت عليهم أسباب المشكلات كبرت أو صغرت , فالحل موجود لديهم , فهؤلاء نورَّ الله لهم البصيرة ,ووهبوا الرشد والثبات .. وهنا أقول لك : إنني قد تعلمت وعلمت فإياك أن تجعل رأي الآخرين فيك أهم من رأيك في نفسك إذا كنت صاحب عقل وحكمة , وإذا اجتمع حسَّادك ومن هم أقوى منك عصبةً فعليك بالاحتفاظ بآرائك وأفكارك ما استطعت , واهدأ فإن هدوءك وابتسامتك تكون مهمّة في الوقت الذي يريد حسادك فيه أن يثيروك , وعليك بأن تتمهل وتتبصر في الأمر قبل أن تتكلم .
وعليك أن تعود نفسك وتعدها بأن السيادة ستأتي لك يوما لتأخذ دورك , وستحين لك ساعة التغلب , وستظفر على من جابهك بحسد , وكما أن الظروف تحتم عليك بعض الأوقات بأن تكون في قمة الهدوء والروية ؛ فلتكن سيداً على نفسك وأهوائك , وحذر نفسك من هواها قبل أن يحذرك الآخرون , وإذا تمتعت بعقل فستجعل الظروف مواتية لك , وتأكد إذا تمكنت منك الجهالة فسوف تجعل الظروف عبئاً عليك ,وإذا أردت السيادة فعليك أن تتغلب على نفسك وأهوائك , وإذا كنت كثير الملل فسوف تكون منتقداً من غيرك , وإذا استعمل كل منا عقله المستنير ؛ فإن النتائج لعمل كل منا ستكون مرضية , وعلينا ألا نركز كثيراً على اتجاه الرياح فلندعها تمضي في سبيلها , وإنما علينا أن نركز في كيفية التحكم لنصب الأشرعة لنواجه الرياح , وهذا ما فهمته في هذه الدنيا ؛ , فلا تنتظر من الدنيا ولا الآخرة إلا ما زرعت .
واعلم أن : زكاة العقل أن تستخدمه فيما يرضي ربك فكراً سليماً يُترجم إلى عمل مشرِّف.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store