وترجل الفارس!!

لماذا أحب الناس عبدالله بن عبدالعزيز؟
ألأنه كان رجلاً بسيطاً لا يجيد ألاعيب السياسيين ولا تملق المحترفين؟
أم لأنه كان صريحاً لا يستطيع أن يخفي مشاعره ولا يعرف أساليب الحديث المتلون بحسب ظروف المكان والزمان ونوعية المستمعين؟
أم لأنه كان صادقاً مباشراً واضحاً في نهجه وفكره ولا يحترم من لا يشاركه هذه الخصال؟
أم لأنه كان متواضعاً عطوفاً يحنو على الضعيف ويوقر الشيخ المسن ويقرب الكرسي لهذا ويمد يده بكأس من الماء لذاك؟
أم لأنه كان يحرص على كرامة الإنسان فمنع تقبيل يده واستخدام عبارات التمجيد والتفخيم المفرطة؟
أم لأنه هو من زار الفقراء في بيوتهم وعاد المرضى في مشافيهم ودمعت عيناه مع أطفال الشهداء؟
أم لأنه من لاطف النساء وأعاد لهن قدراً كبيراً من حقوقهن وقال لهن مداعباً رداً على بعض مطالباتهن: ياواش ياواش!! ومعناها رويداً رويداً؟
أم لأنه من تفتحت أبواب الخير على يديه فانهالت على أرجاء وطنه مدارس ومستشفيات وجامعات ومشاريع بلدية ومساكن وقنوات عديدة للرزق والخير؟
لقد كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله كل هذا وأكثر، فلقد كان قائداً فذاً لا يجود التاريخ بأمثاله كثيراً، وكان زعيماً محنكاً يفرض احترامه على القريب والبعيد، وكان أباً راعياً حنوناً يغمر بعطفه كل أبناء شعبه.
لقد أحب الملك عبدالله بن عبدالعزيز أبناء شعبه فأحبوه واحترمهم فقدروه وعطف عليهم فأكبروه.
لقد كان عبدالله بن عبدالعزيز فارساً عربياً شهماً أصيلاً نبيلاً تجلت في سلوكه وخلقه خصال الفروسية وشهامة الفارس وشكيمة المجاهد الشجاع الذي لا تأخذه في الحق لومة لائم,
لو لم يكن للملك عبدالله من إنجاز سوى أنه من أشاع ثقافة الحوار لكفاه!! الحوار على المستوى الوطني سعى إلى إزالة الفروقات، وتحقيق المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات، وتحقيق الألفة بين أبناء الوطن.
والحوار على الصعيد الدولي حمل معه مبادرات السلام، وثقافة التفاهم بين أتباع الأديان والحضارات، ورسالة التعارف بين الشعوب والقبائل.
إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون وإنا بفراقك ياملكنا ويا أبانا ويا حبيبنا عبدالله بن عبد العزيز لمحزونون.