Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

فطَام الكبير ..!

أعانَ اللهُ عامةَ الناسِ في زمانهم هذا؛ زمانِ العجائب وعصرِ الغرائب في كلِّ شيء حتى فيما يسمعونه من فتاوى وتوجيهات وآراء شرعية! ففي الوقت الذي كان الناس قبل عقد من الزمان أو يزيد قيلاً لا يسمعون في الغالب إلا إلى تلك الفتاوى والآراء الموزونة، الصادرة من أهلها الراسخين في العلم؛ الذين يراعون أحوال الناس، وينتبهون لـمآلات الأقوال ونتائج الآراء، وأثرها على عامة الناس، لا يتطلعون لشهرة أو يتعمدون المخالفة ،يخاطبون الناسَ على قدر عقولهم، ويحملونَهم على الأكملِ والأجمل ما استطاعوا لذلك سبيلا.واليوم بات الناس وأضحوا وهم لا يكادون يخرجون من فتوى غريبة أو رأي شاذ حتى يقعون في غيره!

A A
أعانَ اللهُ عامةَ الناسِ في زمانهم هذا؛ زمانِ العجائب وعصرِ الغرائب في كلِّ شيء حتى فيما يسمعونه من فتاوى وتوجيهات وآراء شرعية! ففي الوقت الذي كان الناس قبل عقد من الزمان أو يزيد قيلاً لا يسمعون في الغالب إلا إلى تلك الفتاوى والآراء الموزونة، الصادرة من أهلها الراسخين في العلم؛ الذين يراعون أحوال الناس، وينتبهون لـمآلات الأقوال ونتائج الآراء، وأثرها على عامة الناس، لا يتطلعون لشهرة أو يتعمدون المخالفة ،يخاطبون الناسَ على قدر عقولهم، ويحملونَهم على الأكملِ والأجمل ما استطاعوا لذلك سبيلا.واليوم بات الناس وأضحوا وهم لا يكادون يخرجون من فتوى غريبة أو رأي شاذ حتى يقعون في غيره!وأصبح حديث الناس المُفضّل في المجالس والمنتديات على نحو: (أما سمعت الشيخ الفلاني ماذا قال ؟ أو فاتك اليوم الشيخ فلان فقد (جاب العيد ) وهو مصطلح تقوله العامة عند التعبير عن التعجب أو الاستنكار !! أو قولهم : لم نعد نعرف الحق من الباطل والصحيح من الخطأ!ومن أجل ذلك: تجرأ الناس على الخوض في أعراض أهل العلم أو من ينتسبُ إليهم!ومن هذه الآراء الغريبة التي توقع العامة في حرج من جهة: أن عقولهم وخلفياتهم الشرعية لا تستوعب هذا الرأي الغريب وقد يتعارض عنده ما يراه من منطق وعقل مع هذا الرأي المنسوب للشرع! وهنا يأتي ما حذّرَ من السلف بقولهم (حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يُكذَّبَ اللهُ ورسولُهُ؟!)رضاع الكبير والسائقين والخدم! التزهيد في صلاة الجماعة! تفلية المرأة الأجنبية لشعر الرجل! وغيرها آراء باتت محل تندر وتفكه في المجالس، ولا يكاد تجلس مع جمع من الناس حتى تواجه بسيل من الأسئلة والاحتجاجات أو بهجوم على أهل العلم، ولو دافعت أحياناً وكنتَ مقنعاً، إلا أن بعض القضايا الخاسرة كيف تدافع عنها؟!إنني أدعوا كل طالب علم ونفسي أن لا نكون سبباً في الشغب على عامة الناس وتصوير الشرع بصورة غريبة تستعصي على فهم العامة ! نحن لسنا بحاجةٍ لدعوة الناس لرضاع بل للفطام!! أن نفطم رغباتنا وألستنتا عن هذا النوع من الإفتاء الذي لا يحقق المصلحة الشرعية المرجوة، وحتى لا يُكذَّبَ الله ورسولُه!!Fhdg14232@hotmial.com
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store