رحيل الرجال في صمت

وقفتُ أقدم واجب العزاء في معالي الصديق والإنسان الشيخ أحمد صلاح جمجوم الذي انتقل إلى رحمة الله ونحن مانكاد نلملم أحزاننا على رحيل الصديق معالى الأستاذ عبدالرحمن منصوري ولكننا لا نملك إلا أن نقول إنّا لله وإنّا إليه راجعون، وسبحان من جعل الموت حقًا على كل كائن ونرفع أكفّ الضراعة إلى الله بأن يتغمدهما برحمته ويسكنهما فسيح جناته، وكلاهما قد أدّى خدمة يشهد لها هذا الوطن ولا ينكرها أي مخلص وقد عشنا مع هؤلاء الناس وعرفنا فيهم الأدب وحُسن الخلق فمعالى الأستاذ أحمد جمجوم قطع مشوارا طويلاً في العمل الإداري ثم في العمل الحكومي كوزير أثبت جدارته وجدّيته ثم شاء الله أن يتفرغ لخدمة كتاب الله واشتركنا معه في جمعية القرآن الكريم والتى آتت ثمارها ولله الحمد وتخرّج منها الآلاف في أنحاء المملكة بل وفى خارج المملكة فنسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته. ومعالي الأخ / عبدالرحمن منصوري كان في منصبه كتلة من الحركة والوعي بالمسؤولية اعتمد عليه الحكّام وقدروا مواهبه وشجعّوه وأكرموه ووثقوا به، وقد ترجّل عنه عندما شعر بأن الوقت قد حان لرحيله عن ذلك العمل والضجيج فآثر البقاء بعيداً عن المناصب الحكومية رغم تمسك الحكّام به. وأنني إذا أبعث بتعازيَّ اليوم لأسرتي أستاذنا الشيخ أحمد جمجوم وزميلنا معالى الأستاذ عبدالرحمن منصوري ولكل أهله وذويه فإننا كأصدقاء لهم نعزّي أنفسنا فيهم .. اللهم ..اللهم ارحمهم وأسكنهم فسيح جناتك.