معالم الشخصية القوية

ست خصال تميز أصحاب الشخصية القوية الواثقة من النفس، راجعوها لتدركوا ما إذا كان لكم في هذه الميزة من نصيب.
أولى هذه الخصال هي أن أصحاب هذه الشخصية قادرون على المضي قدماً مهما كانت الصعاب والتحديات، فهم دائماً ما ينظرون إلى الأمام ولا يضيعون الوقت في الشعور بالحزن والأسى على أنفسهم، ما أكثر الناس الذين يقولون لو أني فعلت كذا وكذا لاختلفت الأحوال ولكن كل ذلك لا يعدو كونه بكاء على اللبن المسكوب وهو لا يكسب صاحبه احترام الآخرين بقدر ما يعود عليه بشفقتهم ورأفتهم على أفضل الاحتمالات.
الثانية هي أنهم يتقبلون التغيير ولا يخافون من قبول التحديات والتعامل معها، فالتغيير هو مفتاح التطوير والتحديات هي بوابة الإنجازات.
الثالثة هي أنهم لا يتحسرون على ما لا يستطيعون تغييره ويستذكرون في هذا الشأن الدعاء القائل: "اللهم ألهمني السكينة حتى أتقبل ما لا أستطيع تغييره، والشجاعة لكي أغير ما أستطيع تغييره، والحكمة لكي أميز بينهما".
(التتمة ص27)
الرابعة أنهم منصفون عطوفون ولا يخافون أن يصدعوا بكلمة الحق ذلك أن ثقتهم بالنفس تزرع في نفوسهم الطمأنينة تجاه النقد والقدرة على إنصاف الآخرين حتى لو على أنفسهم.
والخامسة هي أنهم مستعدون لتقبل المجازفات المحسوبة، مستشهدين في ذلك بقول الشاعر العربي ابي القاسم الشابي:
ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
أما الخصلة السادسة والأخيرة التي تميز أصحاب الشخصية القوية الواثقة من النفس فهي أنهم يتقبلون نجاحات الآخرين بصدر رحب ويحتفلون بها وإذا كان النجاح قد تحقق على يد زميل أو مرؤوس في العمل فإنهم يعتبرونه نجاحاً لهم لأنهم يؤمنون بروح الفريق وجماعية العمل والإنجاز.
تلكم هي ملامح الشخصية القوية وهي الشخصية التي تترفع عن الحقد وتتجاوز عن صغائر الأمور ولا تلقي بالاً لمن لا يشتغلون إلا في الظلام ولعل في حياة كل منا نماذج لأصحاب الشخصيات الفعالة فلعلنا نستهدي بها ونقتدي بمنهاجها وسيرتها ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن قدوة فكل هذه الخصال التي أوردناها تتجلى بوضوح في شخصيته عليه أفضل الصلاة والسلام.