Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الموقف السعودي الداعم للشقيقة مصر.. من حرب حزيران إلى الحرب على الإرهاب!

** تحتفظ المملكة العربية السعودية بعلاقات متميزة وقوية مع جميع البلاد العربية ولكن علاقتها مع البلد العربي -مصر- لها خصوصيتها إن لم يكن تفردها وخصوصًا أن مصر كانت دومًا في مرمى الدولة الصهيونية التي أ

A A
** تحتفظ المملكة العربية السعودية بعلاقات متميزة وقوية مع جميع البلاد العربية ولكن علاقتها مع البلد العربي -مصر- لها خصوصيتها إن لم يكن تفردها وخصوصًا أن مصر كانت دومًا في مرمى الدولة الصهيونية التي أقيمت على أرض فلسطين العربية والمسلمة بمؤازرة من الغرب بداية ببريطانيا ثم الولايات المتحدة الأمريكية. وسوف أستشهد بمصادر غربية محايدة لتوضيح الموقف السعودي المؤازر لهذا البلد العربي وأعني -مصر- خشية أن يذهب الوهم بالبعض بأن هذه الكتابة تأخذ طابع المجاملة أكثر من تدوين الحقيقة التاريخية، وسوف أبتدئ بذكر موقف الحكومة السعودية قبل وأثناء حرب 1967م، وأعود في ذلك الأمر لمذكرات الزعيم العمالي البريطاني هارولد ويلسون Wilson والذي كان يرأس حكومة عمالية بداية بين عامي 1964-1966م وثانية بين عامي 1966-1970 أي أنه كان يرأس الحكومة البريطانية سنة 1967م.
** ويذكر ويلسون أن الملك فيصل كان في زيارة لبريطانيا وأنه التقاه -الجمعة- 19 مايو 1967م وتحدَّثا في المشاكل السياسية العالقة بشأن دول جنوب الجزيرة العربية والانسحاب البريطاني منها ،ومع حلول يوم الاثنين 22 مايو بدأت بوادر الحرب العربية/الإسرائيلية، وأنه التقى الملك فيصل ثانية -نفس اليوم- حيث وجه الحديث إلى ويلسون قائلًا: إن أخي الرئيس عبدالناصر يواجه هجومًا من العدو المشترك -يعني اسرائيل- وأنه -أي الملك فيصل- سوف يقف إلى جانب "مصر" في مقاومتها إلى أقصى حد ممكن ومهما كانت النتائج.
انظر عن هذه الحقائق السياسية، مذكرات ويلسون بالإنجليزية The Labour, government, 1964-1970, p 396
** وهو موقف تاريخي وناصع يسجل للملك فيصل مع أن العلاقات مع مصر ومع الرئيس عبدالناصر تحديدًا لم تكن عندئذ في أحسن أحوالها.
وفي حرب أكتوبر 1973م يذكر الكاتب السياسي البريطاني David Childs، أن الملك فيصل -رحمه الله- استخدم في تلك الحرب العربية/الإسرائيلية النفط كسلاح حيث أعلنت منظمة أوبك والتي كانت المملكة العربية السعودية الصوت الأقوى داخل المنظمة أنها سوف تخفض إنتاجها بداية بنسبة 5% ثم تزداد نسبة التخفيض كل شهر حتى يتم التوصل الى تسوية سياسية على أساس القرار الأممي 242 والذي صاغه مندوب بريطانيا لدى مجلس الأمن هيو فووت Hugh- Foot والذي يحمل لقب لورد "كاردون" Cardon . وهذا الموقف الأخوي إزاء مصر والذي كان مكلفًا كثيرًا للحكومة السعودية هو ما يؤكده في أحاديثه وكتاباته معالي الأستاذ أحمد زكي يماني وزير البترول الأسبق -حفظه الله- مضيفًا حتى إن حكومة المحافظين بزعامة إدوارد هيث Heath والتي كانت متعاطفة مع القضايا العربية لم تسلم من تأثير الحظر البترولي ولعل سقوط حكومة هيث عام 1974م كان من أسبابه تأثير ذلك الحظر على الاقتصاد البريطاني. ولعلي بدأت بذكر هذين الموقفين للحكومة السعودية في الأزمات والمواقف الصعبة ليس مع مصر فقط ولكن مع جميع دول المواجهة، مشيرًا أيضًا إلى موقف الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- من الأحداث الإرهابية في مصر وإدانتها ودعمه بقوة لهذا البلد العربي معنويًا وسياسيًا وماديًا. ويأتي الموقف الأخوي الأخير بعد تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله مقاليد الحكم حيث أدانت المملكة التفجيرات الإرهابية التي استهدفت بعض المنشآت العسكرية شمال سيناء أخيرًا، مؤكدة وقوفها -كما جاء في البيان الرسمي الصادر عن وزارة الخارجية السعودية- مع جمهورية مصر العربية الشقيقة في حربها ضد الإرهاب بكافة أشكاله ودلالة هذا الموقف هو أن سياسة المملكة من القضايا العربية تأتي في أولويات سلم سياستنا الخارجية والممتدة عبر السنين والأيام.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store