Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حكمة القرار وروعة الاختيار

كلما شاهدنا صقراً يصارع هُوج الرياح، ويشق أعتى الأعاصير بخفة وزهو وبراعة، أعجبنا به وتبادر إلى أذهاننا أن قوة جناحيه هما سبب طيرانه الرشيق وتحليقه الأنيق، ومثله يكون الفارس المغوار الذي لا يشق له غبار

A A
كلما شاهدنا صقراً يصارع هُوج الرياح، ويشق أعتى الأعاصير بخفة وزهو وبراعة، أعجبنا به وتبادر إلى أذهاننا أن قوة جناحيه هما سبب طيرانه الرشيق وتحليقه الأنيق، ومثله يكون الفارس المغوار الذي لا يشق له غبار، فإذا اشتد ساعداه، قوِي عوده واكتملت هيبته وصار أكثر قدرة وإقداماً، وأوفر عزيمة على اقتحام كل مجال يريد، فما أقدم فارس بهذه المواصفات على معضلة صعبة ومشكلة معقدة، إلا وبلغ غايته وأدرك مبتغاه، وما نازل خصماً إلا وكانت له الغلبة والفوز المؤزر، فتلك من منن الخالق جلَّ وعلا على عباده، واليوم أراها تتجسد في قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، حيث شد الله أزره بساعديه القويين وأعانه بولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز ، وأمَّن مسيرة العهد الميمون بولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف ، أيدهم الله وحفظهم جميعاً، فبساعدي قائدنا الرائعين وجناحيه القويين، سيحلق بالركب الظافر إلى آفاق التقدم والعطاء والنهضة والبناء، فهما من سيتابع توجيهاته السديدة، وبهما ومعهما يكون المضي إلى الغايات وتجاوز العقبات وتحقيق النجاحات.
الآن أصوغ الحديث حباً وإعزازاً لهذين الرجلين الكريمين الأصيلين ، وذلك من منطلق معرفتي بهما ، ومن خلال متابعتي لمواقفهما المشرفة، وقدراتهما الهائلة التي دفعت بهما إلى قمة السلطة عن جدارة واستحقاق، فاختيارهما كان حكيماً وموفقاً، هكذا فازا بثقة ولي الأمر كخير معينين للملك المفدى لاجتياز هذه المرحلة المضطربة في العالم من حولنا، والتي تلزمها هذه النوعية من القادة وولاة الأمر، فولي العهد الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز رعاه الله وسدد على طريق الخير خطاه ، رجل من طراز نادر، اكتسب من علم الطيران ما مكنه للتألق والتميز، حيث أصبح قائداً عسكرياً جَسوراً، دافع عن تراب وطنه بشجاعة نادرة ورجولة متفردة مستمدة من جذوره ، إرثاً من والده طيب الذكر الملك عبدالعزيز رجل الإيمان وموحد الكيان، بعدها انخرط في المجال الإداري ونبغ فيه أيما نبوغ وأبدع في قيادته كل الإبداع، فتعهد منطقة حائل بالعمل المستمر والمنجزات العملاقة والمشاريع الكبرى، فأبقى سيرة عطرة بين أهلها تنفح شكراً وعرفاناً، ويحفظون له الجميل، وحينما صار أميراً على منطقة المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، شهدت لسموه تلك الحقبة المباركة بالتفاني والإخلاص والقدرة الفائقة على القيادة، فقد أسهم إسهاماً مقدراً في النهضة والتنمية التي شهدتها المنطقة، كما تشرف بمتابعة مراحل توسعة الحرم النبوي الشريف، بينما بهر الجميع بقيادته المتميزة للاستخبارات العامة حين توليه رئاستها، وتعد تلك الفترة من أهم منعطفات سموه العملية .
ولسمو ولي ولي العهد مكانة مرموقة في قلوب أبناء الوطن، نظراً لشخصيته المتفردة التي جعلت لكوكبة الشباب قيمة وقدراً، مؤكدة أن الكفاءة والقدرة على العطاء، هي مواصفات تسبق المقامات والأعمار، فلا مجال في هذا العهد الرشيد للمجاملات غير المحمودة والأسماء الرنانة، وسيظل الباب مفتوحاً لكل مؤهل قادر على العطاء جدير بثقة القيادة، وبتلك المواصفات فاز رجل الأمن الأول الأمير محمد بن نايف حفظه الله بالثقة الملكية، فحزمة نجاحاته ومشاريعه العملاقة في وزارة الداخلية، بالإضافة إلى طيب سجاياه وخصائصه الشخصية من صرامة وهدوء وبعد عن الأضواء، كما أن حزم سموه وشدته على الإرهاب وأصحاب الفكر الضال التي لم تبعده عن احتضان التائبين واستقبال العائدين، وإقامته لمركز الأمير محمد للمناصحة، كل ذلك يدل على قدرته للتعامل مع أخطر الملفات الأمنية, وإيقاف المنحرفين والمتطرفين والذين يعيثون في الأرض فساداً عند حدهم.
وفق الله قادتنا لما فيه مصلحة الوطن الغالي وسعادة شعبه الأبي، وجعل عهدنا الجديد عهد تقدم وازدهار ونهضة وإعمار.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store