المؤسسة العامة للتقاعد: خدمات غير

سعدت صباح الاثنين الماضي (7 يونيو) بزيارة للمؤسسة العامة للتقاعد صحبني خلالها الأخ الكريم الأستاذ/ مبارك المحيميد مدير مكتب محافظ المؤسسة ليبهجني فعلاً بما أحسبه عصرانية متقدمة في الأداء وتطوراً ملحوظاً في التعامل مع المستفيدين من خدمات المؤسسة، وهم المتقاعدون وورثتهم المستحقون للراتب المعاشي بعد وفاتهم. الاستقبال أولاً يسر الخاطر وينقلك إلى كوكب آخر على حد المصطلح الذي تبناه الأستاذ/ أحمد الشقيري، فالمستفيد مكرم معزز ينتظر دوره المتسلسل في طمأنينة وهدوء يخدمه موظف مبتسم يؤدي عمله بكفاءة وفاعلية. ولنتذكر أن عملاء هذه المؤسسة يمثلون أكبر شريحة في المجتمع، ربما زادوا عن نصف مليون بين متقاعد ووريث. ولنتذكر أن جهات أخرى تغرق في شبر مويه من المراجعين حتى تلك التي تزعم أنها (تعتز بخدمتنا) أو التي تظن أن معها (الحياة أسهل). الفرق طبعاً هو تطويع التقنية بكفاءة وفاعلية عالية، بل والمبادرة إلى الأخذ بالأفضل منها. وذلك لا يعني بالطبع أكثرها تكلفة، وإنما أكثرها كفاءة بالنسبة للموظف والمستخدم. ما فائدة نظام مكلف إذا كان نصف الموظفين العاملين عليه لا يحسنون أبجدياته بالرغم من مرور أكثر من شهرين على تطبيقه؟ وإذا كانت الخدمات المتاحة منه على الشبكة العنكبوتية محدودة جداً مقارنة بما تقدمه المؤسسات الأخرى المناظرة حول العالم. وأما خدمة الهاتف المجاني للمؤسسة، فعيني عليه (باردة).. كفاءة عالية لا تسمع فيها لغواً.. من شاكلة (عاود الاتصال فيما بعد) أو (فترة الانتظار تقدر بعشر دقائق) مع أنك لو انتظرت 10 ساعات لما سمعت على الطرف الآخر صوتاً سوى الدعاية السمجة الثقيلة الدم. والأرشفة عالم آخر ليس له من الأوراق نصيب سوى الرحلة الأولى عند التقاعد أو الوفاة، وعدا ذلك إليكتروني بحت. كل ذلك ميزة لإدارة عصرية ذات رؤية واضحة تستهدف المستفيد أولاً، وعدا ذلك آليات ووسائل توصل إلى الهدف، وليست هي الهدف. ما جدوى التغيير من نظام إلى آخر إذا كانت المحصلة سخط العميل وشكواه المستمر؟ وما الفائدة من شراء آليات وناقلات وأجهزة إذا كانت الخدمة أقل من المقبول إقليمياً وعالميا؟!شكراً للمؤسسة العامة للتقاعد، وهنيئاً بها للمستفيدين من خدماتها.Salem_sahab@hotmail.com