منتدى يجسد الاهتمامات الثنائية والعلاقة الأزلية

علمتنا الحياة أن العالم بين الفينة والفينة، يمر بتغيرات اجتماعية وسياسية وعسكرية واقتصادية، فلكل مجال خبراء ومختصون يتصدون لمعالجة تقلباته ومتغيراته، أما الأحداث التي نتمنى أن تكون طارئة، بعد أن أرعبت كثيراً من الاقتصادات بغض النظر عن أسبابها، نستدل عليها بتعدد المنتديات الاقتصادية العالمية، التي أفرزتها تلك الظروف المتباينة، والآن نرى تحرك التحالف الفرنسي العربي نحو المصالح المشتركة والهموم الكبرى التي عرضت على أجندة أعمال المنتدى العربي الفرنسي، الذي تضمن ملفات التعاون والاستثمار على كافة القطاعات، خاصة قطاعات المياه والطاقة والتنمية المستدامة والاقتصاد الرقمي والصحة ، كل تلك الملفات سيتم طرحها عبر الشراكة الاقتصادية، علماً بأن اللقاء احتضنته غرفة تجارة وصناعة باريس، كما كان لغرفة التجارة العربية الفرنسية فضل تنظيم فعاليات المنتدى، باعتبارها جسر التواصل للعلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كل ذلك يدل على عمق العلاقات العربية الفرنسية، بدليل ارتفاع حجم التبادل التجاري بين فرنسا والعالم العربي عام 2013 وقد بلغ 54 مليار يورو. بينما ترتبط المملكة بعلاقات مميزة مع فرنسا، حيث يبلغ حجم التبادل التجاري السعودي الفرنسي 8,7 مليار يورو.
وبما أن الظروف الدقيقة المحدقة بالعالم ما زالت تواصل تحركها المتمثل في ظاهرة الإرهاب، وما ترتب عليها من اضطراب وهزات أمنية، ففرنسا ما زالت تشعر بالحزن والأسى وتعاني من ذكريات الأحداث الأخيرة التي هزت وجدان العالم المسالم، نفذها مجرمون باسم الدين والدين منهم براء .
إن أهمية الملفات المطروحة على المنتدى، ينظر إليها المتضررون بعين الأمل، فهم واثقون أن نتائجها ستكون سارة ، حيث يتفاكر فيها حضور كبير من الخبراء والمختصين بلغ عددهم 400 مشارك، والجديد في الأمر مشاركة مصر في المؤتمر كضيف شرف، عبر جلسة تحمل عنوان (مصر فرص جديدة للأعمال والاستثمار) حيث عرضت تنمية قناة السويس بمشاريعها الحيوية، كما أنها روجت لمؤتمرها الاقتصادي الدولي الذي سيقام في شرم الشيخ منتصف مارس، هذا يعني أن أمامنا العديد من المنتديات والمؤتمرات، التي نرى أن استضافتها وتنظيمها ليس صعباً ولكن الصعب يكمن في متابعة وتنفيذ التوصيات، وعليه فإنني بكل ثقة أقول باسم الغرفة التجارية العربية الفرنسية، وهي الجهة المنظمة لهذا المنتدى : نتوقع لهذه الفعاليات بنفس الجدية التي صاحبت التناول، توفيقاً يصاحب المعالجات فكلنا نتمنى أن نرى عالماً اقتصادياً آمناً، قد خلع ثوب الفقر والجوع والخوف ولبس حلل الغنى والعافية والأمن.