العرب والانتخابات الإسرائيلية

تبلغ نسبة العرب في إسرائيل حوالي عشرين في المائة من السكان ولكن تمثيلها في الكنيست الإسرائيلي لا يتجاوز الخمسة في المائة وذلك لسبب بسيط هو أن العرب في إسرائيل يكتنفهم عادة شعور باللامبالاة فلا يشاركون في الانتخابات، وهم إن شاركوا فإن أصواتهم تتوزع بين عدد من الأحزاب الضعيفة بعضها لا يستطيع أن يتجاوز نسبة الحد الأدنى التي تؤهله للمشاركة في الكنيست حتى وإن فاز.
في هذا العام يوجد تطور هام هو أن الأحزاب العربية الثلاثة الكبرى في إسرائيل قد قررت خوض الانتخابات القادمة في لائحة موحدة، الأمر الذي ينبئ بإمكانية أن يحصل العرب على عدد أكبر من المقاعد قد يتجاوز بعض الأحزاب الإسرائيلية المشاركة في الحكومة الحالية مثل حزب «إسرائيل بيتنا» الذي يقوده وزير الخارجية المتطرف افيجيدور ليبرمان.
الملفت للنظر هو أن الأحزاب العربية المتآلفة بينها خلافات فكرية عميقة فأحدها يمثل التيار الإسلامي والثاني يمثل التيار القومي أما الثالث فهو أحد الأحزاب الشيوعية التقليدية القليلة في العالم، ما الذي جمع بين هذه الأطراف المتباينة؟ إنه الشعور بالخطر، فإسرائيل تنجرف نحو آفاق عنصرية إقصائية متنامية، وعودة نتنياهو إلى الحكم تعني أن إسرائيل سوف تمضي في برنامجها الرامي الى ترسيخ يهودية الدولة واستمرار الاحتلال والتوسع الاستيطاني.
لقد حذر الكثيرون في إسرائيل من تنامي التيار اليميني المتطرف ومن إضاعة فرص السلام المتمثلة في الاستجابة لمبادرة السلام العربية التي طرحها الملك عبدالله يرحمه الله في بيروت في عام 2002 وأعاد التأكيد عليها خادم الحرمين الشريفين في لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة وفقاً لما صرح به الأمين في مؤتمره الصحفي عقب لقائه مع خادم الحرمين في الأسبوع الماضي، كما أكدت على ذلك اللجنة الوزارية العربية المعنية بمبادرة السلام عقب اجتماعها في القاهرة في الشهر الماضي.
هل تشهد المنطقة انقلاباً سياسياً في إسرائيل في انتخابات الشهر المقبل؟ وهل سيلعب العرب في داخل إسرائيل وخارجها أوراقهم بذكاء في هذه الانتخابات؟
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا
ويأتيك بالأخبار من لم تزودي