Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مدارس الفلاح: نموذج مشرف رحم الله صاحبه

مدارس الفلاح في جدة نموذج رائع لفكر سبق وقته بكثير، ففي حين لا يزال كثير من أهل الخير لا يرون الوقف المقبول عند الله إلا بناء المساجد (أو هي في نظرهم أكثر وجوه البر قبولاً عند الله)، فإن التاجر العريق محمد علي رضا زينل (وقبل أكثر من 100 عام) بدأ مشوار بناء مدارس الفلاح في عهد الأشراف الذين كانوا تابعين لسلطة الخلافة العثمانية، فرحم الله المؤسس الأول لهذه المدارس وضاعف له الثواب مع كل يوم تشرق شمسه، ومع كل تلميذ يحسن خلقه ويزداد علمه ويسعد به مجتمعه.

A A
مدارس الفلاح في جدة نموذج رائع لفكر سبق وقته بكثير، ففي حين لا يزال كثير من أهل الخير لا يرون الوقف المقبول عند الله إلا بناء المساجد (أو هي في نظرهم أكثر وجوه البر قبولاً عند الله)، فإن التاجر العريق محمد علي رضا زينل (وقبل أكثر من 100 عام) بدأ مشوار بناء مدارس الفلاح في عهد الأشراف الذين كانوا تابعين لسلطة الخلافة العثمانية، فرحم الله المؤسس الأول لهذه المدارس وضاعف له الثواب مع كل يوم تشرق شمسه، ومع كل تلميذ يحسن خلقه ويزداد علمه ويسعد به مجتمعه. إنها فعلاً قصة نجاح دائم العطاء لا ينقطع خيره إلى قيام الساعة، حتى وإن تولت الحكومة مؤخراً كامل العناية بها إنفاقاً وإدارة، فالبذرة الأولى ستظل تشهد لصاحبها عند ربها. هي قصة نجاح رائعة أحسن الأخ حسن الشريف في إظهارها في عدد المدينة (7 مايو)، لتكون شاهداً على بقية الميسورين والأثرياء في مجتمعنا اليوم، عسى أن تكون دافعاً لهم لمبادرات إيجابية مماثلة تتجاوز المسجد والملجأ والمبرة إلى ما هو أوسع وأشمل وأجمل. وتكررت التجربة بصورة مختلفة قبل أكثر من 40 عاماً عندما أقدم مجموعة من رجالات جدة على إنشاء جامعة أهلية غير ربحية في جدة ينفقون عليها من حر مالهم كما فعل محمد علي رضا زينل. تلك الجامعة الأهلية غدت اليوم صرحاً شامخاً يحمل اسم الملك المؤسس عبد العزيز رحمه الله. ومع هذا فالأجر بإذن الله مكتوب لمن أنفق من قبل حتى لحظة انضمامها إلى المنظومة الرسمية، فالبذرة الأولى هي المحك الحقيقي للإنفاق السخي. وبرامج عبد اللطيف جميل لخدمة المجتمع بذرة أخرى تسهم في تعليم الفتيان والفتيات مهارات جديدة وخبرات غائبة تؤهلهم لدخول سوق العمل الذي بات ضيقاً لا يسمح إلا بدخول القلة المؤهلة القادرة على إقناع المجتمع بأنهم أهل للعمل موظفين أو مقدمي خدمات مطلوبة للآخرين. هذه النماذج جديرة بالتكرار، وحري بالأثرياء القادرين المبادرة إلى تأصيل أعمالهم الخيرة وتنظيمها ووضع أولوياتها ورسم أهداف واضحة يتم تنفيذها خدمة للمجتمع بأسره لا أفراد بعينهم.Salem_sahab@hotmail.com
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store