Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

صحفيو الغرب مغرورون.. فماذا عن صحفيينا؟

رغم أني لا أنكر أن هذا السؤال تبادر إلى ذهني كثيراً منذ زمن طويل، إلا أني لم أقرر طرحه كمقال إلا بعد قراءتي بالصدفة لمقال بصحيفة هفينقتون بوست يحمل عنوان (على الصحافة أن تقتل تعاليها لكي تنجح)، لا يكت

A A
رغم أني لا أنكر أن هذا السؤال تبادر إلى ذهني كثيراً منذ زمن طويل، إلا أني لم أقرر طرحه كمقال إلا بعد قراءتي بالصدفة لمقال بصحيفة هفينقتون بوست يحمل عنوان (على الصحافة أن تقتل تعاليها لكي تنجح)، لا يكتفي كاتبه بالقول بأن الصحفيين مغرورون، لكنه يرى بأن الغرور متوغل في كل ذرة من ذرات صناعة الصحافة لدرجة لا يمكن إخفاؤها، مبرراً ذلك بطبيعة عمل الصحفي التي تجعل منه شخصية عامة تصنع المعلومة وتؤثر في قرارات المجتمع الهامة. ويزيد الكاتب بأنه لا يتوقع أن يتغير ذلك الوضع قريباً لأن الغرور لدى الصحفيين يتم توارثه من كبارهم إلى صغارهم بحيث يمكن القول إن أول ما يتعلمه ويقلده الصحفي المبتدئ من الصحفي المشهور هو التعالي والأنا.
ورغبة مني في التحقق من درجة انتشار هذا التصور عن الصحفيين فقد لجأت إلى «العم جوجل» سائلاً إياه: are journalists arrogant، أي هل الصحفيون مغرورون؟ وكانت النتيجة داعمة لذلك لدرجة أكثر حتى مما كنت أتوقع، حيث وجدت الكثير من المقالات والمدونات والتعليقات التي تطرح هذا السؤال وتبحث عن حل له. منها على سبيل المثال لا الحصر مقال على موقع CBS الاخباري بعنوان (ما سبب سوء طباع بعض الصحفيين؟)، ومقال آخر على موقع The Commentator ينتقد غرور الصحفيين وغطرستهم، وآخر في صحيفة الجارديان بعنوان (غرور الصحفيين تجاوز كل الحدود)، وغيرها كثير.
هذا السيل من الانتقادات لتعالي الصحفيين وغرورهم يعني أن الموضوع يحمل ولو درجة بسيطة من الصحة تستحق أخذها في الاعتبار وإثارتها والبحث عن حلول لها.
الحلول في رأيي عديدة ومنها بدء العلاج في كليات الإعلام عبر المناهج والتدريب، وفي تحول كبار الإعلاميين إلى قدوة يتعلم منها الصحفيون المبتدئون التواضع بدل العكس، وترسيخ حقيقة أن الصحفي ليس وحده من يصنع الخبر بل إن هناك فريقاً متكاملاً يبدأ من المصدر الذي لولا تعاونه لما ظهر الخبر للوجود أصلاً.
أحد المقالات التي قرأتها بهذا الخصوص حمل عنوان (نهاية عصر الصحفيين المغرورين في عصر المدونين)، وهو يرى أن الإعلام الجديد أظهر نخباً جديدة من المدونين والمؤثرين إعلامياً ساهمت في التقليل من أهمية الصحفيين التقليديين والحد من «غرورهم». خبر جميل، لكن تجربتي تقول للأسف إن بعض نجوم الإعلام الجديد الذين حازوا الشهرة على حين غرة أصبحوا أكثر غروراً وتعالياً من سابقيهم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store