Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الخطوط السعودية وآفاق أرحب

نظرًا لأهمية تفعيل دور الخطوط السعودية، وترقية أداء مطاراتنا لتتمكن «السعودية» من أن تحقق الوضع التنافسي الذي يليق بها عالميًّا، سعيًا لتضمين مطاراتنا قائمة أرقى مطارات العالم، فقد تم نشر الجزء الأول

A A
نظرًا لأهمية تفعيل دور الخطوط السعودية، وترقية أداء مطاراتنا لتتمكن «السعودية» من أن تحقق الوضع التنافسي الذي يليق بها عالميًّا، سعيًا لتضمين مطاراتنا قائمة أرقى مطارات العالم، فقد تم نشر الجزء الأول من مقال، متى تتخلص الخطوط السعودية من عباءة هيئة الطيران المدني، واليوم أطرح تتمة الموضوع، فإن الوقت قد حان لتحقيق هذه الأمنية، التي ستُمثِّل نقلة نوعية في مستوى الخطوط السعودية، وعلى منظومة الطيران والمرافق والمطارات والخدمات المقدمة فيها، لتواكب التطور والسمعة الحضارية التي تليق بمكانة مملكتنا الغالية، فتلك الغاية نحسب أنها ميسورة بمجرد أن يتم تناولها في المجلس الاقتصادي الذي ينتظر المواطنون منه الكثير من الإنجازات، بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- فسموه قادر بفكره الثاقب على الإصلاح والتحديث الذي يُترجم أمانينا في بزوغ فجر جديد لمطارات نفخر بها.
لقد قلصت هيمنة هيئة الطيران المدني أمنية الحريصين على مستقبل ناقلنا الوطني، وحجَّمت تلك التبعية أمل الخطوط السعودية لبلوغ غايتها في خلع عباءة الهيئة، ولكن لا عجب أن تنال حريتها في عهد يُبشّر بأنه زاهر وواعد بالخير الجزيل، بقيادة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في ظل القدرات الاقتصادية القوية التي يفترض أن تنعكس على أداء ومنافسة ناقلنا الوطني، حينما تعمل هيئة الطيران المدني بمفهوم اقتصادي تجاري أسوة بهيئات طيران أثبتت قدرتها العالية في مجال استثمار نشاطات ربحية، وهذا ما جسدته بعض الهيئات في مطارات كبرى حول العالم، ويحضرني منها على سبيل المثال، هيئات مطارات باريس وبريطانيا وسنغافورة وأمستردام، فما الذي ينقصنا حتى نكون دونها، مع أن مؤشرات النجاح متاحة لنكون أمامها؟ إنه سؤال تصعب الإجابة عليه، مع أن الواقع يؤكد ثمة خلل يطوِّق انطلاقتنا إلى أجواء العالمية، علماً بأن المنافسة هي أفضل منصة للانطلاق في ظل سياسة الاقتصاد الحر وإدارة المؤسسات الخدمية بأسلوب تجاري، فهيمنة هيئة الطيران على الخطوط السعودية هي الخط الفاصل بين الخطوط وتطلعاتها في ممارسة الاقتصاد الحر.
بالرغم من حديثنا عن الرئاسة الموحّدة للهيئة والخطوط، إلاّ أننا ندرك القدرة الكبيرة لمعالي رئيس هيئة الطيران المدني، وخبرته الواسعة التي تؤهله للقيادة، وهذا لا يتضارب مع نظرتنا لأهمية أن تكون العلاقة بين هيئة الطيران المدني والخطوط إشرافية، على أن تكون «السعودية» كياناً مستقلاً، له رئيس مستقل يقوده إلى آفاق التطور والعالمية، حتى نرى مطاراتنا تُحقِّق تشغيلاً عاليًا وأرباحًا مجزية، فالكفاءة والربحية اللتان تحققهما الشركات المنافسة يعتمد على قدرة وكفاءة الإدارة المدنية، ولن تكون خطوطنا منافسة؛ إلاّ إذا أديرت بأسلوب عصري حديث، آملين مجددًا أن يكون دور هيئة الطيران المدني إشرافيًّا ورقابيًّا.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store