Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

معرض الكتاب.. تعايش

شعرت بسعادة غامرة أثناء تجولي في معرض الرياض الدولي للكتاب لرؤية صالاته تكتظ بالزوار رغم مساحته الكبيرة التي تتجاوز 23 ألف متر مربع ورغم ما أدركه يقيناً عن تأثيرات التكنولوجيا الحديثة على عادة القراءة

A A
شعرت بسعادة غامرة أثناء تجولي في معرض الرياض الدولي للكتاب لرؤية صالاته تكتظ بالزوار رغم مساحته الكبيرة التي تتجاوز 23 ألف متر مربع ورغم ما أدركه يقيناً عن تأثيرات التكنولوجيا الحديثة على عادة القراءة وعزوف الأجيال الجديدة عن «الورق» مستبدلين به المعلومات الرقمية من كتب إلكترونية ومواقع متخصصة وشبكات تواصل.
شعرت أيضاً بالفخر لأن القائمين على المعرض تمكنوا خلال فترة وجيزة من جعله أحد أهم معارض الكتاب في المنطقة. هذه الأهمية تنبع من حقائق أهمها عدد زواره التي يتوقع لها تجاوز المليون زائر، وعدد دور النشر المشاركة البالغ 915 داراً من 29 دولة عربية وأجنبية، تعرض أكثر من 600 ألف عنوان تغطي مختلف حقول العلم والمعرفة. كل هذا تحقق كما ذكرت خلال فترة وجيزة، حيث إن هذه هي الدورة التاسعة للمعرض، وذلك مقابل الدورة 45 لمعرض القاهرة، والدورة 33 لمعرض الشارقة، والدورة 38 لمعرض كالكوتا أحد أكبر معارض الكتاب في العالم والأكبر في آسيا. أما المعرضان الأشهر والأهم دولياً فهما معرضا فرانكفورت ولندن اللذان يعتبران أنموذجين تسعى جميع المعارض الأخرى في العالم للوصول الى مصافهما. الاهتمام الكبير الذي توليه هذه الدول بمعارض الكتاب لا يقتصر على المردود الاقتصادي وحده، بل إن الأهم هو المردود الثقافي الذي تحققه وذلك بكونها منبراً مفتوحاً على ثقافات العالم باختلاف مشاربها وتنوعها، وبما تحمله كتبها من فكر عابر للحدود هو الأقدر على نشر ثقافة التعايش والتسامح والسلام، وهذا تماماً هو مغزى شعار (الكتاب.. تعايش) الذي حمله معرض الرياض للكتاب.
النجاح الذي حققه معرض الرياض يتطلب تواصل جهود التطوير عاماً بعد عام ، كما أنه يتطلب وجود رؤية بعيدة تستهدف نقله الى قائمة أهم معارض الكتاب في العالم، وليس هناك ما يحول دون ذلك من إمكانات وكفاءات. هذه الرؤية تتطلب أيضاً مراقبة صناعة النشر عن كثب، فمبيعات الكتب الإلكترونية في الغرب بدأت في تجاوز مبيعات الكتب الورقية، مما يعني ضرورة تخصيص أقسام متنامية في المعرض للكتاب الرقمي وإدراج تلك التطورات ضمن فعاليات المعرض الثقافية من محاضرات وندوات وورش عمل.
أخيرا فإن استمرار نجاح المعرض وتحليقه عالياً يستلزم مزيداً من تفاعل المثقفين والإعلاميين باعتبارهم شركاء في ذلك البناء، والاستفادة من ملاحظاتهم واقتراحاتهم الهادفة للارتقاء بمستوى المعرض، بعيداً عما يقوم به القلة كل عام من استغلال لوهج المعرض الإعلامي للإثارة والفرقعات الهادفة للبروز الشخصي البحت.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store