Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

قافلة الحرية: للكبار والشرفاء فقط

أعلم أن أقلامًا ستسيل، وأيدٍ ستكتب، وحناجر ستصيح، وقلوبًا ستتألم من ذلك الذي جرى لقافلة الحرية، وأعلم حقا أنها قلوب ‏صادقة وأقلام شريفة تأبى الظلم وتكره الاستعلاء وتتألم لحال إخوتنا في غزة. ‏ولو أن قراصنة في عرض البحر قتلوا أشقرا على متن سفينة تجارية عليها حرس وجنود لقامت قيامة المجتمع الدولي (يعني ‏أوباما وربعه)، فكيف ودولة بقضها وقضيضها تقتل 19 بريئا، وتجرح أضعافهم بدم بارد وعين مغمضة لمجتمع دولي أسكرته ‏حد الثمالة الشعارات الفارغة والأكاذيب الصهيونية المتتالية.

A A
أعلم أن أقلامًا ستسيل، وأيدٍ ستكتب، وحناجر ستصيح، وقلوبًا ستتألم من ذلك الذي جرى لقافلة الحرية، وأعلم حقا أنها قلوب ‏صادقة وأقلام شريفة تأبى الظلم وتكره الاستعلاء وتتألم لحال إخوتنا في غزة. ‏ولو أن قراصنة في عرض البحر قتلوا أشقرا على متن سفينة تجارية عليها حرس وجنود لقامت قيامة المجتمع الدولي (يعني ‏أوباما وربعه)، فكيف ودولة بقضها وقضيضها تقتل 19 بريئا، وتجرح أضعافهم بدم بارد وعين مغمضة لمجتمع دولي أسكرته ‏حد الثمالة الشعارات الفارغة والأكاذيب الصهيونية المتتالية.وقبل الشجب والتنديد لا بد من شكر الأبطال الشرفاء الذين اعتلوا ظهر سفن قافلة الحرية لإغاثة الملهوفين والجائعين، والعراة ‏والمرضى.. هؤلاء يستحقون من الإنسانية كلها شكراً لا ينتهي وامتناناً لا ينقضي، فقد آثروا ترجمة الأقوال إلى أفعال، ‏واختاروا بكامل قواهم العقلية مرافقة القافلة الإنسانية في تحد سافر للتهديدات الصهيونية المتعالية كاسرين طوق الخوف الذي ‏ملأ قلوبنا نحن المتخاذلين حد الرعب، وكأنما إسرائيل قوة لا تُقهر أبداً، في حين أن الحقيقة هي أننا لم نحاول كسر هذه الرهبة ‏أبداً. ‏تحسب إسرائيل أن بفعلتها هذه الشنعاء ستلقن الآخرين درساً لن يجرؤوا بعده على تحديها ناهيك عن إغضابها. لكن نسيت ‏إسرائيل أن رسالتها هذه موجهة إلى النظام العربي الرسمي لا غير، فهو الذي يرتعش ويرتجف في حين يأبى الأحرار ‏والشرفاء مهما بدوا من غير حيلة أو سلاح أن يرضخوا لهذا الابتزاز الرخيص. فقط الكبار والشرفاء هم الذين يتحدون ‏ويتصدون، وسيبرز قريبا كبار وشرفاء آخرون لن ترعبهم مروحيات إسرائيل ولا فرقاطاتها ولا جنودها الجبناء اللئام.. ذرية ‏من قتلوا الأنبياء، ونقضوا العهود وكذبوا الرسل وزعموا لأنفسهم الغنى ولله الفقر تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.‏وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً.. كل هذه المشاهد مهما بدت دامية مؤلمة، إلا أنها قدر الله من وراء ستار ‏يقيم الحجة تلو الحجة على أولئك المتخاذلين المتعاونين مع أعداء الله على أبناء جلدتنا وحملة عقيدتنا ورفاق دربنا مهما طال ‏المسير وبعد الطريق وكثر المخذّلون.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store