Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

بعد المرض والضعف.. حان وقت الشماتة!

** حين تطول المسافة وترتفِع بين مُرفَّهٍ وآخر معدوم، فمن الطبيعي أن ينفصل كل منهما عن واقع الآخر.

A A
** حين تطول المسافة وترتفِع بين مُرفَّهٍ وآخر معدوم، فمن الطبيعي أن ينفصل كل منهما عن واقع الآخر.
تُستنطَق هذه المفارقة وتتجلّى عندما يتولّى -أحيانًا- «المـُرفَّهُ» تنظيمَ مسألةٍ تمسّ احتياج عامّة الناس.
حسنًا.. أقترحُ إقامةَ حملةٍ توعويةٍ تحارب «السرطان» وأمراض «القلب» وكورونا، وفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) لا بالتوعية، وإنما بالتشهير بالمرضى!.
نعم.. فمن حقّنا كأفراد مجتمع واحد أن نعيشَ بيئةً صحيّةً، آمِنةً من الأوبئة دون خوفٍ من عدوى ولا تَوَجُّس من مخالطة سقيم.
حتى الأمراض غير المعدية كالسرطانات، وآلام الأسنان.. لا تحتمل قلوبنا «المتحضّرة» رؤية مرضى مكسورة قلوبهم وعاجزون عن العيش تمامًا كما الأصحاء.
نريد مجتمعًا (حضاريّاً) صحِّيّاً نتباهى به أمام كل المؤشرات «الحضرية» الإقليمية والعالمية.
... وإلا كيف يمرض الإنسان وباستطاعته ألا يمرض؟!.. لا بد من التشهير بعد التوعية!
هذه الدعوة تأتي استجابة وتضامنا مع حملة (توعوية) تتبناها البلدية ضدّ ملاك المباني والعمائر، أصحاب الواجهات (المتخلّفة) -بحسب البلدية- من الطوب الأحمر أو «التلييس» دون دهان أو طلاء جديد وفاخر.
هذه الحملة تملأ الشوارع (بالصّور) تحرّض المتلقّي ضد هذه المناظر غير (الحضارية)، وكأنها تودّ إيصال رسالة: أنّ صاحب البناية بحوزته ما يكفل البناء بشكل (حضاري) و(مُتْرَف) وهو الذي أبى إلاّ الصورة المشوهة؟!!
وبعيدًا عن قصة: كيف بنى؟ ومن أين اقترض؟ هل سدّد؟ ومتى؟ أكاد أجزم ألاّ إنسانًا عاقلًا لديه مال -إلاّ في حكم النادر- ويصرُّ على أن يظهر منزله بصورة مشوّهة كالتي أزعجت مسؤول البلدية.
** التوعية تكون في (المقدور عليه) لا فيما يخرج عن استطاعة الإنسان.
التوعية هنا بمثابة (الشماتة) وكأنّ الإعلان يقول للضعفاء: لمَ تتكاسلون عن إكمال بيوتكم ولم تزيّنوها، ويذكّرهم «بالصندوق العقاري» و»الإسكان» و»ساهر» و..و..و»مخالفات البلدية»!
ومن ناحية أخرى يتضمّن الإعلان «التوعوي» -بقصد أو بغير قصد- دعوةً إلى زيارة البيوت الفاخرة كدليل «حضاري»، وبذا يزيدُ الإعلانُ الإنسانَ «غير الحضاري» ألمًا وانكسارًا..
** مشهد أخير:
كيف لو مَلَأْتَ غُرفةَ مريضٍ بالسرطان بلوحاتٍ مُصوَّرة «توعوية» تلومه على مرضه وتُنبِئُه أنّه.. كان بإمكانه ألا يمرض؟!
سيموت في ليلته الأولى!
** أما لماذا تنشط البلدية في التوعية... فهذه قصّة أخرى!.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store