Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«غدير البنات».. سر الوادي المخبوء

«غدير البنات».. سر الوادي المخبوء

ما إن تتجاوز متنزه الردف متجها جنوبا حتى تجد طريقا تنقصه العناية والاهتمام.

A A

ما إن تتجاوز متنزه الردف متجها جنوبا حتى تجد طريقا تنقصه العناية والاهتمام. هذا الطريق يسلك بك نحو «غدير البنات»، ذلك الوادي الخفي، الذي لا يعرفه الكثيرون، ولا توجد لوحات تشير إليه، ولكن ما أن تسأل عنه أحدا من أبناء الطائف إلا دلك عليه. فـ»غدير البنات» اسم جميل، ولكنه مهمل.. منسي ولكن له حكاية، يرويها المؤرخ عيسى القصير فيقول: غدير البنات هو أحد مناطق التنزه القديمة بمدينة الطائف؛ لما يحتويه الموقع من مناظر طبيعية خلابة، تجتمع فيه مياه الأمطار والسيول في وادي الغدير، كما أنشأت وزارة الزراعة حاليا سدا على الوادي لحجز المياه واستخدامها في ري الأراضي الزراعية على امتداد الوادي.

وعن موقعه قال: يقع جنوب شرق مدينة الطائف، ويبعد عن المدينة حوالي سبعة كم، ويقع بالقرب منه متنزه الردف، الذي يبعد عن غدير البنات حوالي ثلاثة كم، ويرتفع عن سطح البحر حوالي 1700م، وقد تغنى بها الأدباء والشعراء في حُسنِ موقع جمالها الفتان، وتغزل الشعراء بمنظرها الأخّاذ. وهو وادٍ كبير دائم الجريان سابقا، خلال هطول الأمطار بغزارة، وتسيل مسايل الوادي الآتية من جبال شفا سفيان إلى وادي غدير البنات ثم إلى لية، حتى يصبح الوادي كبحر منهمر بالمياه، ومن أودية الطائف وادي (لية)، وينحدر من قمة جبال السروات من بين جبال شاهقة خضراء يتعرج هنالك ويخلف منحنيات وغُدر من بينها (غدير البنات) المشهور عند أهل الطائف، ثم يأخذ في الانفراج شيئا فشيئا إلى منطقة لية ببساتينها النضرة وحدائقها المثمرة ومناظرها البهيجة.
ووادي لية يأخذ أعلى مسايله من سراة بني سفيان من ثقيف، ويتكون من فرعين رئيسين هما وادي غدير البنات، وهذا يأتي من حمى بني عمر ويُفرغ فيه وادي خُماس المسمّى أسفله بالإقليح وأكثر جبال بني سفيان الشرقية، وأعلاه مسايل يأخذها من الفرع من جبال دَكَا وشعار.
سر التسمية
وعن تسميته بهذا الاسم قال القصير: تختلف الروايات والقصص قديما حول تسمية هذا الوادي باسم (غدير البنات). ويقال إن هناك أسرة بدوية من البدو الرحل الذين ينتقلون بين الماء والكلأ والعشب، كانت تلك الأسرة تتكون من خمس إلى سبع نساء، وقد داهمهن السيل غدرا ولقوا حتفهن جميعا، فتناقلت هذه الرواية بين عامة الناس في القرى والهجر فسمي هذا الوادي باسمه المتعارف عليه حاليا، وغدير البنات متنزه بحري بمناظره الخلابة من جبال وأعشاب وخضرة دائمة، كان يرتاده المواطنون في فصل الصيف والأعياد قبل أربعين عاما، وله منظر جميل من بدائع قدرة الله عز وجل.
وغدير البنات في الماضي كان يتم الذهاب إليه عبر طرق ترابية تعلوها الحجارة والبطحاء، وذلك باستئجار سيارات اللواري أو الونيتات الفورد، فيدفع الراكب ريالين للذهاب إلى غدير البنات ويأخذ معه بساط أو حنبل للجلسة مع أدوات الشاي، وكانوا قديما يصنعون الشاي من مياه الغدير، منه فهو طيب المذاق.

متنزه قديم
ويحفظ غدير البنات بجلساته وقيلاته تاريخا لأبناء الطائف أو الزائرين أو المصطافين قبل أربعين عاما، حيث قضوا ساعات هنيئة في جنباته، بين الماء والخضرة والجوّ الحسن.
وطالب القصير أمانة الطائف أن تلتفت إلى هذا الغدير الذي يعد معلما من معالمها السياحية، وقال: الأمل معقود في صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وفي أمانة المحافظة، بتهيئة الموقع للتنظيم ومسح الجوانب من المتنزه، مع عمل السفلتة والرصف والإنارة وعمل جلسات ومظلات للمتنزهين والمصطافين، في إعادة هذا المتنزه المائي إلى سابق عهده في الجذب السياحي لمدينة الطائف.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store