Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

رؤية ملك

رغم أن الكلمة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، قد احتوت على العديد من النقاط الهامة، كالتشديد على الوحدة الوطنية وضرورة التصدي للطائفية، والعمل على إيجاد حلول جدية لمشكلتي

A A
رغم أن الكلمة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، قد احتوت على العديد من النقاط الهامة، كالتشديد على الوحدة الوطنية وضرورة التصدي للطائفية، والعمل على إيجاد حلول جدية لمشكلتي البطالة والسكن، إلا أنني أرى أن هناك نقطتين جوهريتين لم يأخذا حقهما من النقاشات التي دارت حول الكلمة.
النقطة الأولى، هي حديث خادم الحرمين الشريفين عن ضرورة عدم الاعتماد على النفط كمصدر شبه وحيد للدخل، والثانية هي ضرورة العمل على الربط بين المخرجات التعليمية وخطط التنمية.
بالنسبة للنقطة الأولى المتعلقة بعدم الاكتفاء بالنفط كمصدر وحيد للدخل، أعتقد أنها المرة الأولى التي يُستخدم فيها مثل هذا الطرح ضمن الخطاب السياسي السعودي المتعلق بالجانب التنموي. وهذا يعكس مدى رغبة القيادة في اقتحام عصر الإنتاج، حيث تتوفر للبلاد كل المقومات اللازمة، من استقرار وموارد طبيعية وكثافة سكانية.
لقد ركنا منذ اكتشاف النفط إلى الاتكال على هذه السلعة في شكلها الخام، حتى تعودنا على القيام بدور صاحب دكان النفط أو محطة البنزين الذي يمول جميع السيارات بالوقود، دون أن يكون لديه سيارة خاصة. وحتى عندما اقتحمنا جانب التصنيع البتروكيميائي الذي يمثل خطوة أولية من خطوات الصناعات النفطية، لم نقم بأية محاولة للدخول في المراحل التي تلي تلك المرحلة!
أما النقطة الثانية التي طرحها خادم الحرمين بخصوص التعليم، فلم تكن جديدة بحد ذاتها على الخطاب السياسي الموجه للداخل، الجديد هذه المرة صدر عن رؤية عميقة تمثلت في الربط بين مخرجات التعليم وخطط التنمية. وهو ما يقتضي إعادة بلورة تصور جديد للابتعاث، مما سينتج عنه وضع حد لسياسة الابتعاث العشوائي بكل ما صاحبها من هدر على صعيدي المال والجهد. لقد آن الأوان لتحديد التخصصات التي تحتاج إليها مرحلة الإنتاج، وأعداد المبتعثين التي يتطلبها سوق العمل، كما أن الأوان قد حان أيضا لإصلاح عملية التعليم لتحقيق الهدف ذاته.
أنتظر بكل أمل الإعلان عن تأسيس صندوق سيادي، والإعلان عن خطة لإصلاح التعليم وتنظيم الابتعاث.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store