أكثر من سبعة آلاف ممن يحملون شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراة، أنفقت الدولة عليهم الشيء الكثير يعيشون بطالة، أي أنهم عاطلون، في بلاد لا تشكو من تعداد سكاني مخيف وتملك من الثروة الشيء الكثير.. في بلاد يعيش على أرضها عشرة ملايين عامل وافد. وسوف يضاف إلى هذه الأعداد العاطلة، أعداد أخرى مع عودة المبتعثين وما تقذف به جامعاتنا في كل عام. لقد أصابني دوار يوم قرأت تصريحًا لمسؤول في جامعة الإمام محمد بن سعود، يعلن عن تخرج ستة آلاف طالب من جامعته هذا العام، ولا يقل عدد الخريجين من بقية الجامعات عن هذا العدد.. لو كانت البلاد قادرة على استيعاب هذا الحشد لما شعر أحد بالقلق على مستقبل شبابنا.. وشعرت بشفقة على كل واحد من هؤلاء الخريجين الذين عاشوا سنوات يحلمون بالوظيفة. يحملون أمل بناء أسرة وحياة كريمة، وبدل أن نحتفي بهم نعتبرهم عبئًا على أنفسهم وعبئًا على المجتمع.
* هناك إذن خلل، يتوجب على المسؤولين عن التعليم والاقتصاد والمنظرين والحالمين بمستقبل واعد، أن يدركوا أن البطالة على هذا المستوى تعكس فشل تلك السياسات. وعلينا أن نقتدي بالدول التي حققت نجاحًا، وقد أشرت كثيرًا في مقالات سابقة إلى ألمانيا وكوريا وماليزيا والدول التي أصبحت نمورًا.. إن سبعين في المائة من طلاب تلك الدول، تتلقفهم كل عام المعاهد والكليات المهنية.. والباقي يذهبون إلى كليات الطب والهندسة والعلوم. عدد قليل يذهبون إلى الكليات النظرية وفي حدود الحاجة إلى تلك التخصصات.. لم يعد التعليم في الدول الناهضة ترفيهيًا أو مجرد حمل شهادة، وأظننا في حاجة إلى نقل تلك التجربة وبلا تردد.
* أدركت مصر أخيرًا هذه الحقيقة فأنشأت وزارة للتعليم الفني!!.
حديث الاربعاء
تاريخ النشر: 18 مارس 2015 02:35 KSA
أكثر من سبعة آلاف ممن يحملون شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراة، أنفقت الدولة عليهم الشيء الكثير يعيشون بطالة، أي أنهم عاطلون، في بلاد لا تشكو من تعداد سكاني مخيف وتملك من الثروة الشيء الكثير
A A