Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

صدّقوني: المشكلة في العنوان!

كل عام يُشتكى من «فوضى» في معرض الكتاب.. أليس كذلك؟!

A A
كل عام يُشتكى من «فوضى» في معرض الكتاب.. أليس كذلك؟!
هذا العام بدا المعرض هادئًا، واستمرَّ حتى منتصف الدّورة تقريبًا دون أدنى مناكفة أو اعتراض، لا على كتبٍ ولا فعاليةٍ، وغابت فرقُ المعترضين أو حشودهم البسيطة أو المُهوَّلَة، اعتراضًا على تبرُّجٍ، أو أيّ مظهر أو سلوك.. إلى أن وصل خبر «ندوة التعايش والفنون» عبر الصحف، فما الذي حدث؟ ولماذا؟ وما الضمانات لعدم تكراره؟
للإجابة عن هذه الأسئلة، لا بد أن نجيب مبدئيًا عن أسئلة أخرى.. فاصبروا إن الله مع الصابرين.
** ماذا لو كان المعرض من غير عنوان؟ إجابة هذا السؤال في نهاية المقال.
** وهل للصّحافة دور خفيّ في حل المُشْكِل أو تفاقُمه؟
حسنًا.. نبدأ بالأخير، قرأتم بالتأكيد: مثل هذا «معرض الرياض.. الأيام الأولى تمرّ بهدوء» خبر صحفي في جريدة رسمية.
قد تستنتج -أيها القارئ- أنّ هناك ترقّبًا لأحداث شغب كما هو معتاد -بحسب الخبر-، وأنّ المهتمّين -غيرُ مرتاحين- من قصّة الهدوء، وكأن الخبر يحفّز للعراك الذي يحركّ بدوره المعرض، ويُزحِم المحاضرات والندوات، وسوق البيع.
إضافة إلى أن الخبر قد يحمل رسالة استفزاز للمثقّف بأن أطروحات العام باردة، لم تواكب الحدث الساخن، ولم تحرّض الطرف الآخر المتشدّد! فهيّا انشطوا فيما تبقى من الأيام القادمة!
الأخبار من هذا النوع قد تكون سببًا في جلب العين أيضا -والعياذ بالله- من مسألة الهدوء لتؤثّر على كل رواد المعرض، والمتعلقين به، مقلّبةً أجواء الهدوء لتعود صخبًا، وحَيْرَةً، وفوضى غير محمودة ولا مأمونة العواقب، وصلاة جماعةٍ أو صلاة (خوف) في غير محلّها.
** يٌغلَق ملف القضية كل عام مع آخر ستارة تُسدل على آخر دار نشر ترحل من المعرض، فلم نسمع بجلسة حوار مع المعترضين أو المثقفين أو الجمهور المفعم بالإثارة؛ لقياس الرأي العام حول القضية، ومدى تأثيرها.
ولن نجد إجابة منطقية للسؤال الأول سوى أنه لا يمكن تفسير تكرار المشكلة، إلا أن تكون كل الأطراف تسعى -بفهم خاص- إلى تطبيق الآية القرآنية: «ولا يزالون مختلفين»، وهذا التحليل يُفضي إلى تصوُّر عن فهم البعض للآية: أنه لا بد من حضور الاختلاف في كل شيء، حتى أنه يُستدعى حين لا يكون خلاف، كي يصدُق إعجاز القرآن حسب مفهومهم.
ومن هنا أوجه نداءً إلى إدارة المعرض في العام القادم، أن يكون عنوانه: «الكتاب.. فُرقة» كي ينشط أصحاب هذا الفهم في خلافهم مع الإدارة ورواد المعرض، ويحاولون بدورهم تعزيز «التعايش» بين أروقة المعرض، خلافًا مع العنوان، وثباتًا على مبدأ تطبيق الآية، وبذا نصل للتعايش الحقيقي مع الجهلة،.. الجاهلون بالمفهوم الحقيقي للقرآن.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store