Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

دور الإيواء السياحي: تصنيف جديد.. ولكن!!

يبدو أن الهيئة العامة للسياحة والآثار ستكون أكثر جدية وصرامة بالنسبة لمعايير (دور الإيواء) ويقصد بها الفنادق والسقف المفروشة. وكما هو متوقع فقد شمرت الهيئة عن ساعدها وأصدرت وثيقة جديدة لتصنيف منشآت الإيواء السياحي يحدد عدد النجوم المستحقة لكل منشأة بناءً على معايير عالمية أكثر دقة مما كان سائداً يوم عُهد بها إلى وزارة التجارة منذ عقود خلت.

A A
يبدو أن الهيئة العامة للسياحة والآثار ستكون أكثر جدية وصرامة بالنسبة لمعايير (دور الإيواء) ويقصد بها الفنادق والسقف المفروشة. وكما هو متوقع فقد شمرت الهيئة عن ساعدها وأصدرت وثيقة جديدة لتصنيف منشآت الإيواء السياحي يحدد عدد النجوم المستحقة لكل منشأة بناءً على معايير عالمية أكثر دقة مما كان سائداً يوم عُهد بها إلى وزارة التجارة منذ عقود خلت. كل هذا جهد مشكور ورائع ويخدم السائح بالدرجة الأولى. لكن ثمة نقطتان مهمتان من وجهة نظري على الأقل. أولاهما: مدى قدرة الهيئة على المتابعة مستقبلاً للتأكد من التزام كل منشأة بالمعايير التي حققتها ابتداء. الالتزام رحلة طويلة مستمرة، خاصة تلك الوحدات الفندقية والسكنية غير المرتبطة بأسماء عالمية لامعة لها معاييرها الخاصة الصارمة. أخشى أن ينقلب الحال إلى ذلك الذي تعاني منه معظم الجهات الرقابية، وهي إما قلة الأيدي العاملة المؤهلة، كالذي تشكو منه أمانات المدن الكبرى مثلاً، أو من فساد بعض الأعين الرقابية التي ستمرر من تحت الطاولة كل التجاوزات والمخالفات. هذه الأعين تحتاج إلى أعين إضافية سليمة لا تزوغ ولا تغمض. ومشكلة أخرى في هذا الصدد تكمن في تقليدية المهمة الرقابية عند تحولها إلى روتين يستلزم ملء نموذج وأوراق دون الغوص في التفاصيل والتشديد على تطبيق المعايير المتفق عليها عن إصدار التصنيف. النقطة الأخرى إلى أي مدى تسعى الهيئة إلى الرفع من الطاقة الاستيعابية لمنشآت الإيواء عبر تشجيع بناء المزيد منها في المدن الكبرى، وبناء بعض منها في المدن المتوسطة والصغيرة التي تخلو منها! وهل لدى الهيئة في المقابل خطط حقيقية فعالة لجذب مزيد من السياح إليها حتى تتناسب تكلفة الاستثمار مع عوائد الزوار؟! المعايير الدقيقة والنوايا الحسنة لا تكفي وحدها لتطوير صناعة فندقية جيدة، وهنا يكمن أحد المعايير الدقيقة التي يُقاس إليها أداء الهيئة على مستوى الوطن، فهي بلا شك قد نجحت في معايير عديدة، لكن بعضها ما زالت تحت الاختبار، مع الاعتراف بأن العوائق كثيرة، واللاعبين المؤثرين كثر. على قدر أهل العزم تأتي العزائم. Salem_sahab@hotmail.com
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store