Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

واقع التعليم السعودي أفكار ورؤى 2 - 2

في المقال السابق تطرقت بالإشارة إلى عدد من آليات إصلاح التعليم في جانب الضلع الرئيسي فيه وهو المعلم، حيث تطرقت إلى أهمية تأصيل مفهوم الدوام التعليمي كبديل عملي لحالة الدوام الوظيفي التي يتم تطبيقها حاليا دون جدوى ، وتطرقت إلى أهمية إيجاد حلول عملية لترقية العاملين في الميدان التربوي وظيفيا ، وتحرير مفهوم التطور والارتقاء في إطار العمل التربوي ، من حالته المادية المباشرة ، المقترنة بالتعيين كإداري أو مشرف ، إلى حالته المعنوية المتعلقة بالإنجاز المعرفي ، والتميز السلوكي . إلى غير ذلك من الآليات العديدة التي يمكن استجلاؤها من الميدان التربوي نفسه .

A A
في المقال السابق تطرقت بالإشارة إلى عدد من آليات إصلاح التعليم في جانب الضلع الرئيسي فيه وهو المعلم، حيث تطرقت إلى أهمية تأصيل مفهوم الدوام التعليمي كبديل عملي لحالة الدوام الوظيفي التي يتم تطبيقها حاليا دون جدوى ، وتطرقت إلى أهمية إيجاد حلول عملية لترقية العاملين في الميدان التربوي وظيفيا ، وتحرير مفهوم التطور والارتقاء في إطار العمل التربوي ، من حالته المادية المباشرة ، المقترنة بالتعيين كإداري أو مشرف ، إلى حالته المعنوية المتعلقة بالإنجاز المعرفي ، والتميز السلوكي . إلى غير ذلك من الآليات العديدة التي يمكن استجلاؤها من الميدان التربوي نفسه . ولهذا فمن المهم بداية عمل استفتاء عام ، وعقد ورش عمل متنوعة ، وحلقات عصف ذهني بين مختلف شرائح التعليم العام ، بهدف الوصول إلى أفضل آليات التطوير التربوي والتعليمي ، والوصول بعد ذلك ، بمشاركة متخصصة من علماء التربية وخبراء فن الإدارة ، إلى رؤية إستراتيجية دقيقة لما نحتاجه فعليا من تعليمنا العام ، وإلى خارطة طريق واضحة لا لبس فيها . وهو ما أجزم له النجاح لكونه نابعاً من داخل حقل التربية والتعليم ، وليس مستجلباً من تجارب خارجية ، قد لا يستجيب لها تعليمنا ، لاختلاف البيئة ، وذهنية التفكير الجماعي المعاش ، ذلك أن لكل مجتمع خصائصه النفسية ، وطبائعه الاجتماعية ، وعاداته السلوكية ، وأبعاده التاريخية التي لا يمكن الانفصال عنها بأي حال من الأحوال. وفي هذا الإطار فأتصور أنه قد آن الأوان لأن نتوقف قليلا ، وأن نفكر مليا ، في أسباب ما نعيشه من بعض ملامح الإخفاق في آليات نظامنا التعليمي ، وآن الأوان لأن نتخذ العديد من القرارات التصحيحية الجريئة ، التي يكون مدار اهتمامها الاهتمام بتطوير العملية التعليمية ، قبل الاهتمام بالمحافظة على الهيكل الوظيفي من الناحية الإدارية ، ولا يكون ذلك إلا بتحرير رسالة التعليم بمختلف مراحله الدنيا والعليا من بيروقراطية القرار الوظيفي ، ونمطية العمل الإداري التقليدي . وهذا يقتضي إعادة النظر في كثير من القرارات الإدارية التي تم نسجها بعقلية الموظف المكتبي وليس بعقلية الموظف التربوي . ولهذا فقد أصبحت مسألة تحرير مفهوم التطور والارتقاء للمعلم ، من أهم المسائل التي يجب الاهتمام بها ، أخذا في الاعتبار أهمية تقدير إنجاز المعلم المثابر ، ودون أن يحرم أبناؤنا من توجيهه المعرفي والتربوي المباشر ، بإخراجه من سلك التعليم إلى سلك العمل الإداري ، وذلك بالتخفيف قانونا في نصاب حصصه الأسبوعية ، والاستفادة منه ليكون مشرفا مقيما من جهة ، ومطورا لمهارات طلابه من جهة أخرى ، ولا ضير في هذه الحالة من إيجاد مراتب تعليمية يرتقي إليها المعلم المثابر خلال حياته التعليمية ، إذ ما أسوأ أن يعيش الإنسان على حالة واحدة مدة من الزمن ، فما بالك بالوضع الحالي الذي لا يتغير فيه شيء على ذلك المعلم منذ ولوجه عالم التربية والتعليم وحتى خروجه منه بعد عمر طويل يقارب الأربعين سنة تقريبا . إن هذا الجمود في طبيعة الوظيفة التعليمية ، والإحساس السلبي بانعدام الزمن ، حيث لا فرق بين السنة الأولى والسنة الأربعين في حياته الوظيفية ، هو من أكبر المعوقات لنمو وتطوير آليات التربية والتعليم في بلادنا حماها الله وحفظها . فهل إلى ذلك التغيير الجوهري المطلوب من سبيل؟
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store