Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الطلاق والحرمان العاطفي

تراكُم عدة مشكلات في الزواج يصل بالأزواج الى عدم القدرة على الإحساس بالسعادة مع بعضهم وهنا يكون الطلاق، فقد أصبحت نسب الطلاق في المملكة مخيفة جداً وبتزايد مستمر، وأوضحت وزارة العدل انخفاض نسبة الطلاق

A A
تراكُم عدة مشكلات في الزواج يصل بالأزواج الى عدم القدرة على الإحساس بالسعادة مع بعضهم وهنا يكون الطلاق، فقد أصبحت نسب الطلاق في المملكة مخيفة جداً وبتزايد مستمر، وأوضحت وزارة العدل انخفاض نسبة الطلاق لعام 1435هـ عن الثلاث سنوات السابقة وعلى الرغم من هذا الانخفاض لا تزال نسبة الطلاق في السعودية مرتفعة، والتي وصلت حسب تقرير الوزارة إلى 21.5%. برغم أن فكرة الطلاق مرفوضة لدى جميع المجتمعات على مختلف دياناتها وثقافاتها، لأنه يعد من أخطر الأمراض الاجتماعية، ويحمل في طياته كثيراً من الأضرار التي تخيب آمال المجتمعات وتقدُّمها وتؤثر على الحالة النفسية للأطفال ويولد الحرمان العاطفي لدى الطفل في حالة فراق والديه.
أسباب الطلاق موضوع متشعب وقد تم طرحه مسبقاً على مختلف وسائل الاعلام، منها العوامل النفسية والأسباب الاقتصادية، ضعف الثقافة الحقوقية لدى المقبلين والمقبلات على الزواج بمعنى ضعف معرفة الحقوق الزوجية من قبل الشاب والشابة. لست بصدد الكتابة عن أسباب الطلاق بل ما يترتب على الطلاق من آثار نفسية على الأبناء، فالطلاق قد يكون في بعض الأحيان حلاً لخلافات زوجية لا يمكن علاجها إلا به، لكنه في أحيان كثيرة فتنة، ينبغي أن نستشعر أضرارها اللاحقة بضحايا لا ذنب لهم في هذه القضية وهم الأبناء.
لقد تم عمل دراسات وأبحاث عديدة تتناول مواضيع الحرمان العاطفي، وعلاقته بالاضطرابات النفسية العضوية لدى أطفال الطلاق، يتبين لنا من جميع الدراسات التى قام بها الأخصائيون النفسيون أنه من أهم وأخطر الاضرار التي تلحق بالأبناء الاضطرابات النفسية العضوية وهي أعراض مرضية تلحق بعض أعضاء الجسم ويكون السبب الرئيسي لها ليس عضوياً ..على سبيل المثال وليس الحصر كالاضطرابات الغذائية والجلدية واضطرابات النوم وانخفاض المستوى التعليمي، العصبية المفرطة أو الوحدة. هل الوالدان يدركان جيداً ما الذي سيلحق بأبنائهما بعد الانفصال ويقدمان مصالحهما الشخصية على حساب هؤلاء الأبرياء؟.
من وجهة نظري: الآثار السلبية الناتجة من الطلاق تنتج أطفالاً مضطربي الشخصية، مما يؤدي إلى تكوين جيل مريض، يضعف به الشيطان جسد الأمة الإسلامية، لذلك يجب علينا العمل لوضع حلول للحد من هذه الآفة الخطيرة. وأتمنى أن يكون هناك دراسة للعمل على اخضاع الأم او الأب اللذين يقدمان على الطلاق لدورة اجبارية لا تقل عن ستة أشهر تتضمن تدريبهما على معرفة الأنماط الشخصية والتوافق النفسي والاجتماعي، وتقدير الذات إيجابياً، وتثقيفها بالثقافة الإسلامية. وأخيراً على المنفصلين محاولة تعويض النقص العاطفي عند الأبناء لأنه للأسف هناك بعض الآباء يهمل الطفل بعد فقده حكم الحضانة وكأنه يعاقب الطفل بإهماله له بسبب بقائه مع الطرف الآخر.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store