Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

هل هناك فارق بين صهيونية دينية وأخرى اشتراكية؟!

* يفرِّق المؤرخون للحركة الصهيونية بين نوعين من هذا الفكر العنصري والمتطرف، أحدهما صهيونية دينية والأخرى سياسية أو اشتراكية أو يسارية، كما يذكر المفكر الفرنسي روجيه جارودي Garaudy، ولهذا رحبت الحركة ا

A A
* يفرِّق المؤرخون للحركة الصهيونية بين نوعين من هذا الفكر العنصري والمتطرف، أحدهما صهيونية دينية والأخرى سياسية أو اشتراكية أو يسارية، كما يذكر المفكر الفرنسي روجيه جارودي Garaudy، ولهذا رحبت الحركة الصهيونية بصعود حزب العمال البريطاني الاشتراكي في انتخابات 1945م، على خلفية أن فلسطين كانت مثل بعض البلاد العربية ترزح تحت قبضة الاستعمار الإنجليزي، مما يهيئ للصهيونية تحقيق وعد بلفور الصادر سنة 1917م. واستخدمت الحركة الصهيونية أساليب إرهابية متفوقة ضد الوجود البريطاني على أرض فلسطين العربية والمسلمة، منها الحادثة الشهيرة التي استهدفت بتاريخ
22 /7 /1946 فندق الملك «داود» حيث مركز القيادة العسكرية البريطانية وذهب ضحيتها ما يقرب من مئة قتيل، وكانت قبل ذلك وفي نوفمبر 1944م، قد قامت باغتيال الوزير البريطاني والمسؤول عن شؤون الشرق الأوسط في مصر اللورد موين Moyne مما يشير إلى تجذُّر العنف والتطرف في مفاصل هذه الحركة.
* حزب العمال البريطاني ذو الجذور الاشتراكية كان متحمسًا - في غالبيته- للحركة الصهيونية، ولكن وزير خارجيته -آنذاك- أرنست بيفين Bevin 1951- 1881، كان موقفه صريحًا وهو أنه ضد فكرة قيام دولة يهودية في فلسطين لأنها حسب رأيه والمنطلق من حرصه على مصالح بلاده سوف تعرض العلاقات العربية-البريطانية لكثير من الاهتزازات ولم يكن رأي زعيم الحزب -آنذاك- اتلي Attlee، بعيدًا عن رأي بيفين.
* في عام 1948م وبعد الانسحاب البريطاني من أرض فلسطين انتخب ديفيد بن جوريون أول رئيس وزراء -للكيان الإسرائيلي- ورغم انتمائه الظاهر للحركة الاشتراكية العالمية إلا أنه كان يحمل في داخله رؤية توراتية متشددة، وخلفه في رئاسة الوزراء موشيه شاريت Sharett، وفي المدة التي قضاها هذا الأخير في المنصب بين عامي 1953-1955م حاول أن يبدي شيئًا من التودد لدول الجوار مثل مصر وكانت هذه المحاولة المحدودة سببًا في فقدانه للانتخابات العامة وعودة الصقر العمالي بن جوريون من جديد للحكم. وعندما اندلعت حرب حزيران 1967م، كان رئيس الوزراء -آنذاك- ليفي أشكول Eshkol اشتراكيًا، وبعد انتهاء تلك الحرب التي خسر فيها العرب بسبب غفلتهم وتخلفهم السياسي والفكري ما تبقى من أرض فلسطين - بما فيها مدينة القدس الشرقية- دعا أشكول إلى إقامة مستوطنات خاصة باليهود المهاجرين مما يعني أن حزب العمال الإسرائيلي لا يختلف عن الأحزاب اليمينية المتطرفة والداعية لطرد العرب وإحلال اليهود القادمين من مختلف أنحاء العالم في الأراضي الفلسطينية، ولم يعرف آباؤهم وأجدادهم من قبلهم الأرض التي سوف توطنهم فيها الحركة الصهيونية.
* وقبل حرب أكتوبر 1973م، صرح الجنرال والإرهابي «شارون» -كما يذكر الكاتب البريطاني مايكل آدمز Adams- بأن اسرائيل أضحت دولة عظمى زاعمًا أن جميع الدول الغربية والتي حفظت لإسرائيل تفوقها النوعي والكمي من السلاح أنها جميعًا ضعيفة مقارنة بإسرائيل وأنه بإمكان هذا الكيان المغتصب -حسب تعبيره -أن يقتحم العواصم العربية بدءًا من الخرطوم وانتهاء ببغداد.
* إلا أن تلك الحرب التي فاجأت العالم بقدرة العرب على تحطيم جدار برليف اعتمادًا على تكاتف عربي لم يتكرر، كان من آثارها مثول رئيسة الوزراء جولدامائير Meir، ووزير دفاعها موشى دايان Dayan أمام لجنة للتحقيق في أبريل 1974م، وكان ذلك دافعًا لاستقالة مائير وديان، مع أن الذين تسببوا في حرب حزيران 1967م، وهزيمة الجيوش العربية وضرب بعض المطارات العربية من دون أي مقاومة، هم وسواهم لم يخضعوا لأي مساءلة، ولا بد أن نقر للعدو بشفافية نظامه حتى وإن كان عنصريًا وذلك فارق حضاري بين طرفي الصراع، وتأسيسًا على ذلك سواء أكان القابع في الكنيست نتنياهو أو هرتسوغ أو ليفي فإن الفكر واحد والاختلاف فقط في التكتيك وذلك جوهر السياسة الغربية والإسرائيلية.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store