يبدو فعلاً أن مشكلة البطالة أعمق بكثير مما يحاول البعض تفسيره، فهي أشبه بكرة ثلج في جبل جليدي مرتفع، نستمتع جميعا بجمالها وبياضها حتى تأخذنا على غرة، حينها نعجز عن صدها وقد بلغت من القوة شأناً بعيداً. وطبقاً لجريدة الرياض (18 مايو)، فإن إحصائيات وزارة العمل لا تسر الخاطر أبداً، إذ ذكرت أن قرابة 148 ألف مواطن ومواطنة (منهم 144 ألفا من الذكور) فقدوا وظائفهم خلال العام الميلادي المنصرم، في حين زاد صافي استقدام القطاع الخاص من العمالة الأجنبية بنحو 812 ألف عامل. كيف العمل يا وزارة العمل، وإلى أين سينتهي بنا الحال يا وزارة العمل!!كيف تيسر لقرابة مليون عامل أجنبي جديد الحصول على عمل خلال عام واحد، في حين يفقد 148 ألف مواطن أعمالهم!! هي إذاً ليست ندرة في الوظائف، وإنما بؤس في الرواتب، فالعامل الوافد يجني في المعدل 765 ريالاً في الشهر فقط بدلاً من 1007 ريالات قبل عام مضى، أي أن الكيكة لم تزد، ولكن زاد عدد أكلتها. وكذلك انخفض معدل أجور السعودي في القطاع الخاص من 3601 ريال إلى 3137 ريالاً، أي أن هناك شريحة هائلة لا تضع في جيبها نهاية الشهر أكثر من ألفي ريال.الخطر في اتجاهين: الأول خطر ذوي البطالة السعوديين، فهؤلاء الذين لا يجدون عملاً شريفاً يشغلهم سيجدون حتماً أعمالا غير حسنة تلهيهم، والويل للمجتمع كله إذا تفاقمت هذه الظاهرة وتكاثر هؤلاء (الخالين) من مفيد يشغلهم ليتجهوا إلى بدائل ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، خاصة إذا شعروا بأن المجتمع لم ينصفهم كما ينبغي، وأنه قد أدار ظهره لمشكلاتهم وآلامهم ولم يحفل بآمالهم وتطلعاتهم. أما الاتجاه الآخر، فهو تكاثر هؤلاء الوافدين، وقلة العائد عليهم من الأعمال الموكلة إليهم مما يجبرهم على سلوك طرق شتى للتعويض والتكثير من المال. ولا يحتاج الخيال للذهاب بعيداً ليدرك أي المآلات ستنتهي إليها أنشطة الخفاء التي يمارسها هؤلاء. قراءات البطالة مخيفة، وكل يغني على ليلاه، فالله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل.
ما العمل يا وزارة العمل!!
تاريخ النشر: 25 يونيو 2010 07:13 KSA
يبدو فعلاً أن مشكلة البطالة أعمق بكثير مما يحاول البعض تفسيره، فهي أشبه بكرة ثلج في جبل جليدي مرتفع، نستمتع جميعا بجمالها وبياضها حتى تأخذنا على غرة، حينها نعجز عن صدها وقد بلغت من القوة شأناً بعيداً. وطبقاً لجريدة الرياض (18 مايو)، فإن إحصائيات وزارة العمل لا تسر الخاطر أبداً، إذ ذكرت أن قرابة 148 ألف مواطن ومواطنة (منهم 144 ألفا من الذكور) فقدوا وظائفهم خلال العام الميلادي المنصرم، في حين زاد صافي استقدام القطاع الخاص من العمالة الأجنبية بنحو 812 ألف عامل. كيف العمل يا وزارة العمل، وإلى أين سينتهي بنا الحال يا وزارة العمل!!
A A