Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

هل تنضم المملكة لحلف BRICS الإعلامي؟

تحدثت في مقال سابق بعنوان (حتمية تدعيم الجبهة الإعلامية) عن تحول الإعلام إلى جبهة حقيقية من جبهات الحرب، تكمن خطورته بكون عملياته التدميرية تمارس دون صوت وضجيج.

A A
تحدثت في مقال سابق بعنوان (حتمية تدعيم الجبهة الإعلامية) عن تحول الإعلام إلى جبهة حقيقية من جبهات الحرب، تكمن خطورته بكون عملياته التدميرية تمارس دون صوت وضجيج. فالولايات المتحدة أعلنت صراحة عن تبنيها للحرب الإعلامية باعتبارها أحد أهم أسلحة الحرب الباردة الثانية Cold War2، وهي الحرب التي عادت للاشتعال بين روسيا وحلفائها من ناحية والولايات المتحدة وحلفائها من ناحية أخرى. الرئيس الروسي بوتن تحدث صراحة عن ذلك خلال «قمة العشرين» الماضية بانتقاده حرب التشوية الإعلامي التي تمارسها أمريكا ضد بلاده عبر الترسانة الإعلامية الضخمة التي تملكها هي وحلفاؤها الغربيون.
وبالرغم من الصعوبات المالية، إلا أن روسيا لم تقف مكتوفة الأيدي أمام تلك الهجمات، حيث اتخذت خطوات عديدة منها اطلاق مشروع (سبوتنيك) الهادف كما وصفه رئيسه ديمتري كيسيلوف إلى «مواجهة الدعاية الإعلامية الغربية العالمية ذات وجهة النظر الأحادية». وقال كيسيلوف: «النموذج الذي نقدمه قائم على احترام الناس جميعاً واحترام تنوع ثقافاتهم، في حين تسبب آخرون بتدمير دول بكاملها منها العراق وليبيا وأوكرانيا وسوريا، بشكل يؤكد أن النموذج الأمريكي لا يصلح لكل الناس»، ومؤكداً رصد روسيا مبالغ ضخمة للمشروع الذي ستفتتح مكاتبه في ثلاثين مدينة عالمية بمختلف اللغات.
خطوة أخرى تعمل عليها روسيا هي تكوين تحالف إعلامي لدول منظمة BRICS للاقتصاديات الناشئة (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) يقوم بإنشاء منظومة إعلامية عالمية تخدم أهداف هذه الدول بعيداً عن وجهة النظر الغربية المسيسة والمنحازة. وكلمة BRICS تتكون من الحرف الأول لكل دولة من هذه الدول.
سياسة التحالفات الإعلامية الروسية امتدت أيضاً إلى العالم العربي عبر توقيع اتفاق تعاون بين وكالة سبوتنيك ومؤسسة الأهرام المصرية يهدف للتحرر من التبعية للوكالات الغربية.
الواقع إن التوظيف الغربي لسلاح الإعلام لا يستهدف روسيا وحدها، فهو أحد أهم أدوات سياسة «الفوضى الهدامة»، كما أنه منبع ما تتعرض له المملكة من هجمات مسعورة، تتطلب مواجهتها تدعيماً للجبهة الإعلامية لا يقل عن تدعيمنا للجبهات العسكرية المختلفة، كما تتطلب الاستفادة من التجربة الروسية بإقامة تحالفات إعلامية عربية فاعلة مع دول مثل مصر والإمارات وغيرها، وتحالفات دولية على غرار تحالف BRICS الذي أرى أن انضمام المملكة إليه إعلامياً سيكون إضافة قوية لهم ولنا، ورسالة ذات مغزى للغرب. آملا أن أرى يوماً ذلك التحالف -جميع دوله أعضاء مع المملكة في مجموعة العشرين- وقد أضيف إليه حرف سادس جديد ليصبح BRICSS.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store