Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

طبعًا.. لم تتعب عليها

لا ساعة ولا ٢ ولا ٣، بل ١٢ ساعة بالتمام والكمال، استغرقتها شركة المياه الوطنية للحضور لموقع انكسار أحد مواسير المياه العذبة في الشارع الذي أسكنه وبدء إصلاحها، هذا بعد إبلاغي لها بالانكسار!.

A A
لا ساعة ولا ٢ ولا ٣، بل ١٢ ساعة بالتمام والكمال، استغرقتها شركة المياه الوطنية للحضور لموقع انكسار أحد مواسير المياه العذبة في الشارع الذي أسكنه وبدء إصلاحها، هذا بعد إبلاغي لها بالانكسار!.
ولو حصل تسرّب للمياه من بيت أحد المواطنين للشارع لربّما رصدته الشركة بنفسها بعد ١٢ دقيقة وبدون إبلاغ، وغرّمته ماليًا لمخالفته لنظام الحفاظ على ثروة الوطن من المياه!.
ما علينا، والمهم أنه خلال هذه الـ12 ساعة نبعت المياه من الإسفلت مثل النافورة، وأغرقت الشارع كلّه، ومعه الشوارع المتفرّعة منه، ولأنّ الماسورة مدفونة، فلا ريب أنّ الأرض تحت الإسفلت قد غرقت هي الأخرى، وسيهبط الإسفلت إن عاجلاً أو آجلاً مُسبّباً المزيد من الحُفر والمطبّات، فضلاً عن تأثير المياه السلبي على الأرصفة وقواعد البيوت المجاورة!.
كلّ هذا هو غيض من فيض أضرار انكسار المواسير لقِدَمِها وتأخير إصلاحها، وهذا «الدرزن» من الساعات لبدء الإصلاح في عالم صيانة المياه هو وقت كبير جدًا، ويدلّ على قصور في فاعلية «Efficiency» التعامل مع الطوارئ الخدمية لدى شركتنا العزيزة!.
وهناك أمر آخر في غاية الأهمية، وهو كمّ المياه الكبير الذي يُهدر مع كلّ انكسار، ممّا كلّف تحليته من البحر.. الكثير، والذي لو جُمِعَ لكافّة الانكسارات في المدن التي تُشرف عليها الشركة، وما أكثرها من انكسارات، لربّما وصل لرقم فلكي من الأمتار المكعبة كلّ عام، ممّا كان بالإمكان لآلاف من البيوت الاستفادة منها، فلا عجب أن تحصل أزمات مياه، ثمّ كيف تُوعّي الشركة الناس بترشيد استخدام المياه، وهي الأحقّ بالتوعية، وكيف تغرّمهم على إهدار المياه وهي الأحقّ بالتغريم؟!.
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، قالت إنّ الأب عندما يُعاتب ابنه على ضياع المال قد يقول له: طبعًا لم تتعب عليه، إذ جاءك جاهزًا، ولأنّ الشركة لم تتعب على إنتاج المياه، وتستقبلها جاهزة من مؤسسة التحلية للتوزيع، فهي تستحق العتاب ومعه حظًا من اللوم!.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store