تطوير العشوائيات : هل فترت الهمة؟!

قد أكون مخطئاً، لكن ثمة شعور متنام بأن الوهج الإعلامي الذي صاحب فكرة مشروع التخلص من عشوائيات جدة بدأ في الزوال لأن الواقع الميداني، وكذلك التناول الرسمي اضمحل لدرجة كبيرة. وكما هو معتاد في حالات مشابهة، لا تُوجد معلومات واضحة عن الأسباب والدواعي، وعن الخطط والبرامج! هل هناك إعادة هيكلة لهذه المشروعات الطموحة؟ أم أن الملف مغلق حتى إشعار آخر؟ وهل لكارثة سيول جدة علاقة بالموضوع؟ السؤال الحاضر الغائب: هل ستعيد حوادث انهيارات العمائر القديمة فتح هذا الملف أو تسريعه إن كان لازال مفتوحاً؟ أم هل سننتظر حتى تتسارع وتيرة هذه الانهيارات حتى تبلغ حد الكارثة (بالتقسيط) قبل أن (نهمّ) و (نهتم) بالملف من جديد؟! لماذا نسمح بتقاطع الملفات حين بروز مشكلة شائكة أو وقوع حادثة مزعجة! التخلص من العشوائيات مشروع جليل ومهم جداً من مختلف الجوانب، وهو بوابتنا الأولى نحو العالم الأول إن أردنا أن يكون لنا موطئ قدم فعلاً!! صحيح أن من الواجب تهيئة عوامل النجاح لهذا المشروع العملاق خاصة فيما يتعلق ببدائل إسكان المغادرين المنزوعة أملاكهم وبيوتهم. لكن من الواجب في المقابل عدم إرجاء المشروع إلى أجل غير مسمى أو إعادة دراسته من جديد. ربما وجب اليوم إعادة فتح ملف تطوير العشوائيات في جدة، بل ومنطقة مكة المكرمة بأسرها، فهو لم يعد يحتمل التطويل أو التأجيل. لقد أمضى معالي المهندس عادل فقيه أكثر من 5 سنوات في منصبه، وكان هذا الملف من أولى أولوياته، ومع ذلك فهو ما زال يراوح مكانه دون خطوات عملية في الميدان. والقدر نفسه كان اهتمام سمو أمير المنطقة منذ توليه الإمارة منذ أكثر من 3 سنوات. محافظة جدة مقبلة على نقلة نوعية على أكثر من صعيد، إذ ستُفتتح صالة جديدة في مطارها الدولي تزيل كل معاناة الماضي. وهناك مشروع قادم لقطار يصل جدة بالحرمين مروراً بصالة المطار الجديدة. وهناك مشروع لإنشاء مدينة رياضية حديثة متكاملة وغيرها من المشاريع. متى تدق ساعة الانطلاقة في هذا المشروع الكبير الجليل؟!