تاكسي في برشلونة

استقلّيْت سيارات أجرة في كثيرٍ من المدن المتطورة خارج المملكة، من طوكيو اليابانية شرقًا إلى نيويورك الأمريكية غربًا، لكنها لم تنل إعجابي مثلما فَعَلَتْ في برشلونة الإسبانية!.
دعوني أبدأ بسائقيها، فهم أمينون، ولا يتطفلون فيما لا يعنيهم، ويتحدثون اللغة الإنجليزية بما يكفي للتفاهم مع السائح، ولا ينظرون إليه في مرآة السيارة ليخبزونه ويعجنونه ويعرفون أصله وفصله، ولا يثرثرون معه حتى يملّ منهم، وبعضهم لا يردّون على مكالمات جوّالاتهم الشخصية خلال مشاويرهم احترامًا للسائح!.
بأمانة؛ إنهم يعرفون قيمة السائح ويقدّرونه، وهم في نظري سبب صغير ذو تأثير كبير لتفوّق إسبانيا في السياحة، فضلا عن جمالها الطبيعي، وآثارها العتيقة، وأكلها البحري المتوسطي، الصحي واللذيذ، وبالطبع نادييها الأشهر في العالم، برشلونة وريال مدريد!.
أمّا سيارات الأجرة فهي ليست فاخرة، بل ربما قديمة بعض الشيء، لكنها مُزوّدة بخدمات متميّزة، ففيها خدمة واي فاي مجانية للإنترنت، كما أنها مزوّدة بعدّادات دقيقة للأجرة لأجزاء من اليورو، وبإمكان السائح الاعتراض على الأجرة بالاتصال بهاتف معيّن، والحصول كذلك على فاتورة مطبوعة في حاسب داخل السيارة حال انتهاء المشوار فيها كلّ المعلومات التي قد يحتاجها!.
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، قالت أنّ أجمل ما في نظام التاكسي في برشلونة هو تجمّع سيّاراته في محطات كثيرة ومتناثرة على الطرقات لاستقبال الزبائن، إذ لا تهيم فارغةً كما يحصل لدينا طلبًا للزبائن فتُسبّب الازدحام، ممّا أتمنّى حصوله في مدننا الكبرى، تخفيفًا لازدحامها الكبير!.